أقلام حرة

خلافة الدم انهارت.. هل يستوعب الجميع الدرس؟

goma abdulahالنصر الكبير بتحرير الموصل، جاء بعد انهار من الدماء، اضافة الى الخسائر المادية الهائلة، التي لا تعوض، بهذا الكم الهائل من الخراب والدمار، وهذه التكلفة الباهظة عقب تسليم الموصل الى الدواعش المجرمين . علينا ان نعيد السؤال في غمرة الاحتفالات بالنصر الكبير، لماذا سقطت الموصل، او سلمت باليد الى تنظيم داعش المجرم دون قتال؟ وكانت نتيجتها عواقب وخيمة كارثية، من مجازر مروعة ودمار وحطام في كل زاوية من الموصل . لماذا كل هذا الخراب الهائل؟ ومنْ المسؤول عن الخيانة والتخاذل؟ ومنْ المسبب والمتورط والمندس والمرتشي بهذا العار الوطني؟ الذي اهلك العباد والشجر والحجر، ودمر المتلكات العامة والخاصة، وتشريد اكثر من مليون نازح ومهجر ومتشرد . ولماذا هذه الانهار من الدماء طوال ثلاثة اعوام من احتلال الموصل من قبل داعش والدواعش . ولماذا جاء النصر الكبير بهذا الحجم بالثمن الباهظ؟ . ولكن من جهة اخرى من المعادلة، جاء النصر بمثابة سقوط الاحلام الداعشية والبعثية واذنابهم وتوابعهم وحواشيهم المتلونين والحربائيين، من ايتام البعث المشاركين في مهازل حكم المحاصصة الطائفية . هؤلاء جميعاً . كانت هم عين على الحكم المحاصصة الطائفية الهزيل، والعين الاخرى على الدواعش، فقد وضعوا سلتهم في سلة داعش المجرم، بأنها القوة العتيدة والوحيدة، القادرة ان تعيد مجدهم الساقط من جديد، بعودة البعث الى السلطة مجدداً، وفي احتلال بعداد (قادمون يا بغداد) . تحت سلطة الارهاب والجريمة، في اسلوب السيف والساطور والذبح، وهم بهذه الاوهام يحاولون ايقاف الزمن والساعة برجوع عقاربها الى الوراء الى الحقبة البعثية، ويعودون الى الحكم مجلجين بشارات النصر البعثي، وان خلافة الخرافية باقية الى الابد، تتمدد وتتوسع، بالذبح والخراب . لكن حساباتهم سقطت وفشلت، وتحطمت على صخرة الوطن، الى النهاية السوداء، بالاندحار الكامل بالهزيمة النهائية . ان معارك تسعة شهور من المعارك، سجل الجيش العراقي والقوات المشاركة معه، اروع الصور البطولية، والعزيمة الوطنية في النصر، بدحر داعش نهائياً وطي صفحته السوداء الى الابد، هذه المعارك شهدت التقدم تلو التقدم، وانتهى مطاف المعركة الى الحسم النهائي، بمحاصر داعش المجرم وتطويق الخناق عليه، وسد ابواب الهروب والفرار، . مما جعل القتلة الاوغاد، ان يكشفوا عن وجوههم الوحشية الحقيقية، بأن جعلوا مئات الالاف من الاهالي دروع بشرية لهم . ولم تنفعهم الاسلحة الثقيلة والسيارات المفخفخة، والخدع الاجرامية والوحشية، في تجنيد النساء بالاحزمة الناسفة، بحجة الهروب من الحصار . مع هذا سقطت خلافة الخرافة والشعوذة الهمجية . وتحقق النصر الوطني المبين . الذي لم يأتي إلا بالثمن الباهظ من الخراب وانهار من الدماء . لكن سقوط داعش المجرم، درس بليغ لكل الاحزاب الاسلامية الحاكمة، وخاصة الى قادة الاحزاب الشيعية، التي تعلمت سياسة الانبطاح وكشف العوراتهم امام داعش والدواعش دون خجل، درس بليغ الى اصحاب التسوية مع ايتام البعث بالمصالحة، واصحبوا يزينون ويجملون صورتهم القبيحة لاعوان البعث . انه درس بليغ لسياسة النهب واللصوصية، لولا الفساد المالي  والر شوة، لما خلق من يبيع شرفه وضميره ومسؤوليته وواجبه الى داعش والدواعش . درس بليغ الى الحكم المحاصصة الطائفية، الذي خلق النزاعات التناحرية والشقاق والتفرقة، بالخطاب الطائفي، الذي خدم داعش والدوعش . انه درس بليغ لابد من محاسبة السياسيين المسؤولين الذين خانوا الشعب والامانة، ممن سببوا هذه الكوارث الدموية والمادية . لابد من محاكمة المتخاذلين والخونة، وان عدم محاسبتهم ومحاكمتهم، سيفتح الباب مستقبلاً لخونة ومتخاذلين جدد، ان يبيعوا شرفهم وضميرهم ومسؤوليتم، لمن يدفع لهم مالاً . آن الاوان لمحاكمة الخونة الذين سببوا هذه الكارثة العظمى . حتى نسد الباب ونستريح، وإلا فأن الكوارث قادمة في شكل وثوب جديد .... والله يستر العراق من الجايات !!

 

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم