أقلام حرة

العراق ينتصر

modar alhilouيحق لكل من ينتمي الى العراق أن يفرح بالنصر، يحق لكل من ينشد حياة خالية من التوحش والكراهية ان يبتهج بما حققته السواعد السمراء. ان أدنى مايعبر به المواطن عن حبه لوطنه هو أن يفرح حينما يحقق أبناؤه نصرا صعبا على عصابة قل ان شهد التاريخ مثالا لهمجيتها ووحشيتها .. عصابة قادمة من كهوف الماضي المثقل بالأحقاد، تستبيح الدم والعرض والكرامة باسم الله، ما يجعل الانتصار على داعش ليس كأي انتصار على عدو تقليدي بل هو انتصار على التخلف والجهل والجريمة بل انتصار على القراءة المتكلسة والمتخلفة للدين ،ثم فوق كل ذلك يمثل هذا النصر رد اعتبار لكل من ناله اذى من هذه العصابة المجرمة. ولكن لا تكتمل فرحتنا بالنصر مالم يتحقق :

1- التحقيق في أسباب سقوط الموصل والفلوجة والرمادي وغيرها من المدن من قبل لجان مهنية محايدة والحيلولة دون تكرار مثل هذه الكوارث مرة اخرى . ومحاسبة كل من تآمر مع داعش ومهد لها الطريق لإحتلال كل شبر من تراب وطننا الغالي ومهما كبر دوره أو صغر.

2- منع قادة داعش أن يتحولوا إلى العمل السياسي ليظهروا بصورة الحمل الوديع والحيلولة دون تأهيلهم ثانية.

3- ان يستلهم السيد رئيس الوزراء ومَن معه من المخلصين من هذا النصر العزيمة لشن حرب اخرى لا تقل قدسية عن هذه الحرب، ولا العدو فيها يقل عن داعش ان لم يفقه في الخطورة نعني بها الحرب على الفساد والفاسدين.

4- على بعض السياسيين إن لم يكن لهم دين يردعهم فليكونوا احرارا ولا يسترخصوا ارواح الناس  ويخضعوا دماء العراقيين لصفقات تضمن لهم مصالحهم الشخصية والحزبية فيصنعوا حروبا بالوكالة، وإن كنت لست ممن يعول على النوايا في بناء البلدان ولكن مع غياب أو ضعف سلطة القانون يبقى السبيل الوحيد هو محاولة إيقاظ الضمير.

بلا ان تتحقق هذه النقاط وغيرها سيبقى العراق ينزف من دماء ابنائه المخلصين ليزداد فيه عدد اليتامى والأرامل والنادبات على المقابر..

تحية إجلال لكل قطرة دم زكية اريقت في هذه الحرب المقدسة كيما ننعم بالأمن.

تحية لمرجعية السيد السيستاني .

تحية للسيد رئيس الوزراء.

تحية لكل مقاتل حمل روحه على راحة يده .

تحية لكل أم وأب جادا بفلذة كبدهما .

تحية لكل أرملة فقدت زوجها.

تحية لكل طفل اصابه اليتم بفقد والده.

تحية لكل من سعى وبذل من وقته وماله وجهده.

تحية لكل من عمل بصمت ولكل من ساهم في صناعة هذا النصر المؤزر.

 

مضر الحلو

 

 

في المثقف اليوم