أقلام حرة

ليكن التعايش السلمي هويتنا

shakir alsaediهناك جماعة في هذه الأمة يحملون مسؤولية كبيرة ومهمة في المجتمع من اجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستندين بذلك إلى الآية التالية (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)  هذا الإرشاد المجتمعي القائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي يجعل الشعب متماسك ودول الجوار تحب بعضها البعض الأخر، من هذا المنطلق جمع الإسلام كافة المسلمين باختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم في ثلاثة مواقع هي (الجماعة والجمعة والحج) لكن هذا لم يمنع من ظهور جماعات دينية وسياسية متطرفة من شذاذ الأفاق ناكثي العهود متعدين حدود الله ينادونا بالفتنة وتكفير الأخر والقصاص منه، محرمين ما احل الله ومحللين ما حرمه.

إن المتطرفين اليوم يقرون بوجود الله وكتبه لكنهم يعملون على إن يكونوا ألهته كما انه إلههم ويحاولون في كل شيء إن يستعبدوه بما يخيل لهم انه من السحر وبالتالي يمحوه من ذاكرتهم المريضة ليكونوا هم ظل الله في الأرض .. ، حينها تكون القوة آتية من الجسد وليس من الروح ثم تنحدر إلى القلب ومنها إلى العقل فتلوثه بالأفكار المسمومة التي تترك في الرأس أثرا من الجنون وهو  ما يسميه البعض غلواً أو تطرفا ... أليس هذا منتهى التوحش في الأرض ونحن نعيش عصر العولمة وتطور الاتصالات والصواريخ العابرة للقارات وموت أسعار النفط سريرياً .

فلولا الأديان والشرفاء من رجال الدين وعقلاء القوم لخربت الدنيا وتقاتل الناس فيما بينهم لأنها غمرت الأرض بعنصرين مهمين انبتا فيها الفكر المستقيم والتعايش السلمي وهما: خوف الله في خلقه ومحبة الله فيهم ... والإنسان المستقيم هو: الإنسان المؤمن بالقيم الإنسانية العليا والتفاعل مع الآخرين قولا وفعلاً، والسلام العام الكامل هو الله جل جلال، لكن سعادة البشرية أحياً تكون باختلاف الناس فيما بينهم كالأرض نفسها ثلاثة أرباعها ماء مالح لا يصاغ ولا يُشرب وإنما منفعته للكون كله.

لا شك إن بعض مجتمعاتنا اليوم مصابة أيضا بأنواع من الانحرافات الروحية والمفاسد الأخلاقية  نتيجة كثرة جرائم السرقة والقتل العمد التي تحدث في المجتمع بسبب الحاجة إلى المال أو الجنس بطرق غير مشروعة تحت تأثير الفقر أو تحت تأثير تناول المخدرات التي انتشرت في مجتمعاتنا السائرة نحو التشتت والتشرذم والحروب الداخلية والطائفية المقيتة من أجل أشياع رغبات مادية وأحياناً فكرية منحرفة  .. ويقع المواطن في هذه الحالة في ارتكاب عدة جرائم لا يجد نفسه بعدها إلا أنه بين قضبان السجن وفي نهاية الأمر صدور الحكم عليه بالإعدام أو السجن لفترات طويلة .

في نهاية المطاف يجب على العائلة متمثلة بالأب وإلام تربية أبنائها تربية وطنية وشرعية مستقيمة، كون الإنسان اجتماعي بطبعه والتعايش مع الآخرين من ضروريات وجوده والذي يجعله بعيد عن المجتمع ويدفعه للوحدة والحذر من الاختلاط هو الهاجس الفكري نتيجة النقص في الفكر والتفكير .

كذلك الحال بالنسبة للشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية والعاملين عليها من مسئولين وعمال أو موظفين إعطاء هؤلاء الراتب المستحق وتلبية رغباتهم المشروعة من أجل عدم الوقوع في ارتكاب فساد أداري أو مالي أو قانوني .. وما أكثر الفاسدين في بلدي.

 

شاكر عبد موسى الساعدي/ العراق

 

في المثقف اليوم