أقلام حرة

في ذكرى ثورة 14 تموز/ يوليو 1958

khadom almosawiتنتهي اليوم تسع وخمسون سنة على اندلاع ثورة الشعب العراقي وتغيير النظام الملكي الى الجمهوري، وتخليص العراق من ارتباط حلف بغداد والاستعمار واعوانه واتباعه. في الذكرى لابد من اعادة النظر في صفحات التاريخ وسجلات النضال وما كان وما صار بعده. وهذا عمل وجهد مسؤول وواجب.

خروج الجماهير العراقية في ذلك اليوم مبتهجة وهاتفة بالتحرر والتخلص من قيود العهد الماضي وفرحة بالانطلاق لعهد جديد، يحمل بشائر اهداف جبهة الاتحاد الوطني وتتويج مرحلة الكفاح الوطني ببناء دولة وطنية ديمقراطية، امر مهم ومؤشر لقوة الحركة الوطنية وقدراتها في خوض الصراع وتلبية المطالب. انجزت الثورة الكثير من مهمات المرحلة وحققت العديد من احلام الناس الفقراء، الا انه كما هو معروف لا تبقى القوى المعادية للثورة والتغيير ساكنة او متفرجة، وعملت بكل طاقاتها للانتقام من الثورة وريادتها وجماهيرها. وما حصل من انتكاسات متتالية وخسائر كبيرة، بعدها والى اليوم، لا يلغي مشروعية الثورة وامنيات الشعب بالتحرر والبناء والتقدم. ولكن يتطلب دائما شحذ الوعي واختبار الوطنية على محك الوطن ومصالح الشعب والامة. للاسف ثمة ظواهر غريبة قد لا تكون مهمة الان، ولكن الاشارة لها، للعبرة منها، وابرزها اصوات التشفي بالثورة والثوار الذين اقتحموا في هذا اليوم وكسروا قيود الظلام والظلم والاستغلال السائد حينها. او الترحم على من قاد تلك الفترة وادار حكمها التابع والخاضع لمشاريع الاستعمار والتبعية الذليلة. هذه الاشارات يراد منها اساسا التخويف من الثورة، مفردة وانجازا، والتغيير، معنى ومبنى، ووقف الانطلاق لبناء عراق جديد، حر ومستقل، موحد ومؤثر، ديمقراطي وتقدمي. تحية للثورة المجيدة وللثوار الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم واعلنوها ثورة شعب وحلم جماهير..ولتكن ذكراها درسا وعبرة لليوم والغد.

 

 

في المثقف اليوم