أقلام حرة

بعض مواقع النشر

akeel alabodللمرة الثانية يرسل موضوعا للموقع الذي أراد ان يجربه، أسوة بمن سبقه من المواقع ال...، ولكن دون جدوى، ادرك انه مثلما توجد مواقع إسلامية، بالمقابل هنالك مواقع علمانية، والمواقع العلمانية كما يبدو، تختلف من واحد الى اخر من حيث 'الشدة والضعف'، اقصد درجة التطرّف في النشر، ذلك بحسب الخط المتبنى لذلك الموقع، اوهذا.

المهم حاول صاحبي ان يستسخف الامر، ويبقى هكذا محافظا على تواصله مع الموقع الذي اعتاد عليه، والذي صار اكثر ألفة بالنسبة اليه من مواقع اخرى، اعتاد مراسلتها ايضا.

الالفة كما يبدو بحسبه، ليس فقط مع البشر، اوالمكانات الخاصة بالترفيه، والراحة، والسفر، كالحدائق، والفنادق، اوالمطاعم.

الالفة هي من التالف، والتالف من التوافق، والتوافق، من الرضا، والرضا من الاستئناس، والاستئناس يعني المصاحبة، والإحساس بالغبطة، والمحبة، ولذلك فهي نوع من الشعور بالتواصل مع الاخر.

هنا حيث بعد ان أصبحت وسائل الاتصال عن طريق جهاز الحاسوب، اكثر استحسانا وشمولا، من الاتصال عن طريق الهاتف، وبعد ان صارت لغة الكتابة والتعبير وسيلة تكاد ان تكون اكثر انتشارا، حتى من الفضائيات التي خصصت بضم الخاء لها المبالغ الطائلة، بغية الوصول الى ما يسمى بالتأثير الإعلامي، قرر صاحبي ان يغير شيئا ما.

فكر مع نفسه قليلا، وراح يتمتم بصوته المعهود؛ كتابة، كتابة، وماذا بعد، ثم أطلقها بصوت عال (موقع ال...،موقع ال....)

م..ش...ك..ل..ة!

أصحابها لم يعد يكترث لهم، فهم كما يبدو حديثو الخبرة، حيث قيمة المادة المكتوبة، وعمر الكاتب ليسا بمكونين مهمين بالنسبة لهم، بقدر ما يهمهم مطابقة ما مكتوب مع مصالح الخط السياسي الذي ينتمون اليه.

القضية، لا توجد مصداقية حقيقية لهذه المواقع في داخل نفسه " يا ريت ترجع ايام زمان" قالها بحسرة، مستأنفا كلامه: كانت وسائل النشر محدودة، ومتميزة، كان صاحب المجلة، اوالصحيفة يفهم قيمة المقال، ويقدر قيمة صاحبه، يا ريت ترجع يوم كان للمقال قراء، يا ريت ترجع يوم كان للكاتب معنى، يا ريت يرجع النشر بالصحيفة الورقية بطبقها الساخن، يوم كنّا نستلم الصحيفة بملمسها الدافئ، لنقرأ مقالاتنا ومقالات غيرنا فيها.

بعكس هذه الايام التي صارت المصلحة السياسية فوق  الخبرة، لذلك تضاءلت أهمية الكاتب الحقيقي بحسب هكذا نمط من المواقع.

وفي ذات الوقت ايضا، التعليقات والدعايات التي تلصق مع اسم هذه، وتلك من الكاتبات، والكتاب لعبت وتلعب دورا في اختلاط الأوراق بالنسبة لاصحاب الخبرة المحدودة من القرّاء.

وبالمقارنة مع  تلك الايام، مكونات ثلاثة: خبرة الكاتب، الصدق، وطبيعة الأسلوب الفني. هذه المكونات هي من تصنع المجلة، اوالصحيفة، والكاتب معا.

لم يكترث صاحبي للمواقع التي استهجنها في قرارة نفسه، فكر بتقنية جديدة للكتابة.

نظر الى مقالاته المنشورة في المواقع التي أحب التعامل معها، تامل أفكاره مرة اخرى، استهوته فكرة إيجاد لغة جديدة يستطيع بموجبها ان يضيف شيئا آخراً الى الموقع الذي رافقه منذ اكثر من سبع سنوات، بعد ان ايقن انه الموقع المناسب بالنسبة اليه، كونه لا يهمه خط معين، بقدر ما يهمه تقنية ما هو مكتوب.

 

عقيل العبود/ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم