أقلام حرة

أوراق أردنية وحادثة السفارة الإسرائيلية في عمان

bakir sabatin (1) كلمة حق: قراءة سريعة فيما حققه استشهاد الجواوده

الشيء الأهم الذي حققه الشهيد الجواوده هو أنه كَنَسَ موظفي السفارة الإسرائيلية وأعادهم متسللين مرتعدي الفرائص إلى الكيان المحتل، وأصبح مبنى السفارة ولأول مرة في تاريخها المقيت خاوية إلى من أشباح الشهداء.. رعب لا يطاق.. حتى نتنياهو لمس هذا الامتداد لانتفاضة الأقصى في عمان من خلال حادثة السفارة، وهي رسالة مفتوحة تعني باختصار شديد:

- أنْ لا سلام مع المحتل الصهيوني وإن وقع بعض العرب "مرغمين" معاهدات العار.

- أما ربط اسم الشهيد بإزالة الأبواب الإلكترونية لا يعني سوى أنه جزء من انتفاضة الأقصى وجزء من تداعياتها.. أي أن انتفاضة الأقصى هي من أزالت الأبواب وتبوأت بعملية السفارة المظفرة التي أخلت السفارة من الرعاع.. وتخيلوا بأن هذا الإخلاء يعني طردهم من منطقة تعتبر في العرف السياسي جزء من الكيان البغيض، وهو موقف يدرك نتنياهو بأنه موقف مذل بالنسبة له أيضاً.

- كما أنها رسالة موجهة إلى جميع المطبعين مع الكيان الإسرائيلي الزائل ليدركوا أن الخيانة ليست وجهة نظر.

وفي سياق ذلك يقتضي التنويه أيضاً إلى أن معركة تحرير الأقصى وكل فلسطين من نير الاحتلال لا تتوقف عند ذلك فهي مستمرة.. وأقترح تسمية الشهيد الجواودة في قائمة الشرف التي تقاطر شهداؤها لأجل الأقصى وكل فلسطين..

وعلى هامش هذا التعليق ينبغي التذكير بأن التظاهرات التي تجري كل ليلة من بعد حادث السفارة في دوار الشرق الأوسط بعمان لها دلالاتها أيضاً؛ إذْ تعبر عن رفض الشعب الأردني برمته عن للإفراج عن قاتل الأردنيين في عمان خلافاً لما تعرض له ابن تايه الذي قتل الأمريكيين في قاعدة الجفر حيث حكم عليه بالمؤبد بحجة أنه خاضع للقانون الأردني كون الحادث جرى في أرض أردنية وهو ما لم يحدث مع المجرم الإسرائيلي الذي اقترف جريمته في الحياض الأردنية.. ولنفل بأنه قتل الجواودة الذي طعنه فما هو الموقف من الضحية الأخرة الدكتور الحمارنة صاحب العقار.. فهل هو أيضاً دفاعاً عن النفس! إسألوا ذلك لغرير فسوف يصاب بالدهشة.. نحن لا نتمنى لأردننا العزيز إلا الخير والنماء ولكن الكرامة أولاً.. فهل تحققت بالإجراء الأخير وخاصة أنه تم الحكم والتقدير فيه حتى قبل الانتهاء من التحقيقات والحصول على قرار المحكمة الشافي!! هذا سؤال أوجهه للمعنيين في البلاد! ليس لأن الشهيد تربطه بي قرابة بعيدة ولكنه سؤال خاضع لمعايير حقوق الإنسان..

(2) الكرامة أولاً يا أردن الرباط

لا حصانة دبلماسية لمحتل.. هذه بديهة إنسانية.. الإرهاب الصهيوني يستمد حصانته من اتفاقيات العار التي أجبر عليها العرب المهزومين لكنها مرفوضة جماهيرياً.. فكلام وزارة الخارجية الصهيونية قبل قليل مردود عليها.. كرامة الأردن لو شاء لها أهل القرار الأردني يجب أن تكون فوق كل اعتبار.. فليذهب تصريح الخارجية الإسرائيلية بعرض الحائط أيها القتلة الأعداء.. لا بد من قصاص لهذا القاتل الأرعن.. الجواودة ابن بار لكل أردني شريف فلا يسكتكم عواء الذئب في بهيم الخوف والارتعاد.. فعلى ذمة (رصد):اصدرت وزارة الخارجيه لدولة الكيان الصهيوني المجرم المحتل - قبل قليل - بيانا تم من خلاله التأكيد على ان الحارس الذي قام بقتل اردنيين اثنين يوم أمس داخل مبنى السفاره في العاصمة الأردنية عَمَّان يحظى بحصانه دبلوماسية وفقا ل " إتفاقية فيينا " ولن يخضع للتحقيق او الاعتقال داخل الأردن .. الكرة في ملعب أصحاب القرار في الأردن.. فهل دماؤنا رخيصة إلى حد أن يعبث بها محتل أرعن "عجبي"

(3) إلى والد الشهيد الجواودة:

لا تنخدع بما يعرض عليك ودم الشهيد لم يجف!!

نتنياهو يريد فتح البوابات بذريعة الافراج عن حارس السفارة لقتل روح المقاومة!!"هراء"

الانتفاضة أكبر من كل الصفقات فتمسكوا بحق محاكمة المجرم الصهيوني..

بوابات الأقصى ستفتح بدون صفقات فكل المؤشرات تؤكد ذلك.. بفضل صمود الفلسطينيين دون وساطة من أحد.. ولكن الكيان الإسرائيلي يريد من خلال وفده إلى عمان ربط قضية الجواوده ببوابات الأقصى من خلال مبادلة حارس السفارة الإسرائيلي في الأردن قاتل الشهيد الجواودة لضرب عصفورين بحجر واحد..

الأول الإفراج عن القاتل الصهيوني ليثبت بأن الأردن هو الخاسر الوحيد في مثل هذه الصفقات.

والثاني اتهام الثورة الفلسطينية حول الأقصى بالعقم وإن فتح البوابات جاء من خلال ضغط أردني وهذا لا يصدقه عاقل وهي مؤامرة لا يجب أن ينجر إليها الأردن فيخلط بين الملفات.. رغم أن الحادث يمثل جزءاً من تداعيات الانتفاضة المباركة شكلاً ومضموناً.

فهل يرضى الأردن بذلك!!!

البوابات إن فتحت الليلة فهي بضغوطات جماهيرية، نتنياهو يتعرض منذ بداية الانتفاضة إلى هجمة داخل الكيان الصهيوني تطالبه بفتح البوابات موصولة بضغوطات دولية للاستجابة كونها ستولد شرارة انتفاضة فلسطينية والكيان الإسرائيلي في غنى عن نتائجها الوخيمة. نتنياو شارف على اتخاذ هذا القرار حتى قبل حادثة السفارة في عمان.. أما قاتل الجواودة فكان من المتوجب أن يقتص منه بمحاكمته في الأردن.وكان على والده المنكوب أن يتمسك بذلك.. أسوة بما جرى في محاكمة الأردني أبو تايه الذي قتل الضباط الأمريكيين في قاعدة الجفر وحوكم ضمن القوانين الأردنية وحكم عليه بالمؤبد.. وهو ليس أقل إنسانية من قاتل صهيوني قتل أردنيين بقلب بارد في أردن العزة والشموخ.. فهل تمر الحادثة بسلام من خلال الفبركات المكشوفة.. وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن الجواودة من شهداء الأقصى وجرزء من تداعياتها المباركة.

 

في المثقف اليوم