أقلام حرة

فلسطينو القدس عرفوا الطريق

khadom almosawiامام ما حصل على بوابات القدس، وباحات المسجد الاقصى واصرار المقدسيين اساسا على الوقوف هناك، والمرابطة في المقدس، واداء الصلاة باوقاتها الخمس، وتحمل كل اشكال القمع والظلم واسلحة الرعب والخوف، بالقنابل الصوتية والمسيلة للدموع والرصاص الحي، بتحشيدات الفرق العسكرية والشرطة والاجهزة الالكترونية لفرض قرارات صهيونية لا يمكن قبولها، او السكوت عليها. امام كل هذا يعطي شعب فلسطين نقطة الضوء المنيرة دائما رغم كل الظروف والاحوال...

حصار واجراءات دموية، صمود مذهل، استشهاد الجبارين، رفع علم فلسطين مرفرفا على قبة المسجد وبارادة وعزيمة بطولية بكل معانيها، وسط مدينة القدس الشريف.

يتقدم ابناء القدس، بخياراتهم وقدراتهم المشهد..  يرفع قس، بزيه الديني المتميز لافتة؛ صرخ الاقصى فنادت كنيسة القيامة؛ لبيك يا اقصى.. لبيك.. ويقود تظاهرة في شوارع القدس، وتتكلم طفلة فلسطينية لا يتجاوز عمرها عشر سنوات بلغة انجليزية طليقة صارخة بوجوه جنود الاحتلال، المدججين بكل اسلحتهم: انكم لا تخيفوننا، انكم ارهابيون، العالم معنا وليس معكم، ارحلوا عن ارضنا، هذه ارضي وانا باقية فيها، هنا باقية، ارحلوا الان... وتختمها بالعربية..يلا ارحلوا من هنا.

لافتة راعي الكنيسة، وصرخة الطفلة الفلسطينية، ومشاهد اخرى لا تختلف برمزيتها او دلالاتها، اشارة واضحة وكافية عن الامل بالنصر والحرية والاستقلال والتحرر الوطني في فلسطين وباقي المنطقة المهددة بالارهاب والغدر والتواطؤ العربي الصهيو غربي.

فلسطينيو القدس رسموا الطريق، طفلة فهمت قضيتها، ولخصتها بعبارات غاضبة معبرة.. وكل الصور والدماء والجروح ووقفات العز والشهامة لامهات الشهداء او الصابرات المحتسبات.. كلهم قدموا الدرس، الصمود يحقق انتصارات، الخيارات والارادات تنجز اهدافا لها... والعبرة لمن يعتبر

 

كاظم الموسوي

 

في المثقف اليوم