أقلام حرة

رفض الاستفتاء لمصلحة من؟

emad aliمن المستعجب والمستغرب حقا اننا نسمع رفضا قاطعا لعملية الاستفتاء جملة وتفصيلا، ولاول مرة في تاريخنا يمكن ان نعتقد بان يبرز من يرفض ما يهم الامة الكوردية ومستقبلها وهذا ما نراه من قبل مجموعات مختلفة الاهداف والدوافع وو بعضها غير متوقع بهذا الشكل، وهذا ما يكشف لنا حال اقليم كوردستان، وتاتي قراءة الكثيرين لدوافع الحزب الديموقراطي الكوردستاني والسيد مسعود البارزاني وما وراء اداعاءاته ونظرة الكثيرين له ولمقترحاته استنادا على تاريخ الديموقراطي وقيادته وما سار عليه طوال تاريخه حصرا . وان كان الدعم وموافقة الكثيرين غير المنتمين والموالين للديموقراطي ولا يؤمنون بقيادة رئيسه للعملية لانهم انه لم يتصرف بناءا على دوافع قومية وطنية نابعة من الوفاء للدماء التي سيلت على هذا الطريق، ومن ثم اعتبار هؤلاء ما يمكن ان يجري في هذه المرحلة بانه يقع في اطار الفرصة الاخيرة المتاحة ولا يمكن ان تتوفر مستقبلا، على الرغم من علمهم المسبق بان صاحب الدعوة تحرك وفقا لمجموعة ضيقة من الاهداف  الحزبية والشخصية الخاصة ونتيجة لما فرضته المعادلات السياسية الداخلية ونتائج الصراع والازمات التي حدثت على يده والشفل الذي اصاب تجربتنا الفريدة في تاريخنا ولم نستغلها لبناء كياننا على افضل وجه، الا اننا نرى في المقابل  مجموعات يمكن تقسيمها وفق دوافعها الخاصة والعامة لما تريد وتهدف من الرفض القاطع لهذه العملية في هذه المرحلة:

1- مجموعة تقيم الواقع الذي نعيشه وتحلل وتستدل النتائج التي تخرج بانها ليست لصالح الكورد وهي ليست في وقتها المناسب وانها عملية قد تاخرت ولا يمكن ان تكون ناجحة وقد تجلب خراب البيوت وتضر بالاقليم في نهاية الامر، وهم حريصون على ما تغير نسبيا  ايجابا في الاقليم رغم قلته ولا يريدون لكوردستان الشر او التراجع بخطوات اكثر والوقوع في الوحل، ويعتقدون بانها عملية لم يُحسب لها من جميع الجوانب وانها خاطئة وفق نظرتهم واستدلالاتهم . وهذه المجوعة تدلي برايه حرصا على ما نحن فيه وليس لهم اية نية او هدف اخر خارج مصلحة الشعب الكوردستاني ويجب ان تُحترم اراءهم ومواقفهم .

2- مجموع تتحرك بناءا على الصراع الحزبي الدائم بينها وبين مدعي العملية الحزب الديموقراطي ونتيجة خلافات كبيرة لا صلة لها بالاستفتاء وما يحوم حوله باي شكل كان .

3- مجموعة تريد ان ان تكسب الراي العام وتميل اليها من يعادون الحزب الديموقراطي وشخص البارزاني  لاغراض ذاتية وباهداف سياسية لا صلة لها بالاستفتاء وما يمكن ان يفرز منه من السلبيات ويمكن ان يضر به الشعب في نهاية المطاف .

4- مجموعات مختلفة يمكن اعتبارها مائلة لتنفيذ ما يطلبه الاخرون داخليا واقليميا وعالميا مهما كانت نتائج الاستفتاء،لا يفكرون بما يحدث، فليس لهم اي صلة بما يخرج من الاستفتاء، وهذه لها مصلحة ومنها لا تتلائم مع استقلال كوردستان، وهؤلاء يمكن ضمهم لاي تعريف ذات سمة خارجة عن المواطنة ومن مَن يحملون من الصفات البعيدة عن المباديء السامية لمن يؤمن بالقضية الكوردية .

5- مجموعة او اشخاص تحسب كل ما يجري وفق الربح والخسارة الاقتصادية لما يحصل وانهم على الاغلب من الاثرياء واصحاب المصالح الخاصة لا يهمهم سوى ما يحصلون عليه وان كان على حساب الشعب الكوردستاني ومستقبله ودماء شهداءه ويبنون مواقفهم على نسب ارباحهم بالدولار والدينار .

6- مجموعة معادية لشخص رئيس الحزب الديموقراطي تحديدا وما بدر منه في تاريخه وتضرر منه ذاتيا او حزبيا، وهذه تبني اراءها وفق تلك المعاداة وليس تحليلا او استدلالا او تقييما لعملية الاستفاء باي درجة كانت .

7- مجموعات شبابية تريد ان تدخل في معمعة الصراعات وتتبنى اراءا معارضة نابعة من متطلبات هذه الفئة العمرية واهدافها الحياتية الخاصة لا يمكن ان تكون لها الصلة بالعملية من قريب او بعيد (اي المواقف النابعة من كل ممنوع مرغوب) .

اننا نرى هذه المجموعات المختلفة في وقت لا يمكن ان لا نحسب لمواقف الاخرين الذين ليس لهم اي صلة سوى معاداة الشعب الكوردي فقط من منطلق مصالحهم الدولية الستراتيجية التي تعادي اساسا اهداف الشعب الكوردي ويؤثرون بكل الطرق على المجموعات الرافضة للعملية، وعليه يجب ان نحتسب لكل ما يجري قبل ان نقع في فخ هؤلاء ونكون في خانة الاعداء دون ان نعلم، ومن يعلم بكل ما يجري وراء الستار ويطرح اراءه مخالفة لمصلحة الامة الكوردية فليس عليه العتب من افعاله لانه دخل خانة الخيانة بعلمه وفعله، ولنا في التاريخ الكثيرين ممن اضروا باهدافنا الستراتيجية المصيرية .

ومن جانب اخر يجب ان تُقرا كل الاراء والمواقف وفق دوافعها وراءها ومن وراءها، وعلى الجميع ان لا ينخدع او ينزلق وراء ما يضر بنفسه وشعبه دون ان يعلم، ولا يمكن ان نلوم من له العلم ويتبع هؤلاء اما المغفلين فلا يحميهم تاريخهم . وعليه فان المصلحة في رفض عملية الاستفتاء لا يمكن ان تعود للشعب الكوردستاني ان كان جميع جوانب العملية محتسبة لها ويمكن ان نخرج منها بسلام ايجابيا وبه محققين الخطوة الاولى نحو التحرير النهائي ونيل الحقوق المسروقة منا منذ اكثر من قرن، وانما يمكن ان تكون هناك مصالح فردية وجماعية خاصة  تابعة لهذا  وذاك الرافض اصلا لاي هدف غير الاستفتاء ايضا ولا يهمهم سوى انفسهم ومصلحتهم وما يهم شعبهم  فقط على حساب اماني الشعب الكوردي.

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم