أقلام حرة

هل تعيد امريكا ترتيب اوراقها في كوردستان

emad aliبعد الاعلان عن اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان ونلمس تغييرات كبيرة في مواقف العديد من الجهات الداخلية كانت ام الخارجية وبالاخص الدول الكبرى وفي مقمدمتهم امريكا وما تفرضها عليها براغماتيتها وما تضعها من المصالح الذاتية  قبل اي شيء اخر امام مواقف معينة مهما كانت افرازاتها سلبية على المقابل .

اليوم ونسمع انها فتحت الابواب امام احد الاثرياء الفجائي الجدد من اجل الخوض في السياسة بنفسها، وربما لا نعلم  انه هو واجهة لمن يلعب وراء الستار ولم يظهر للعيان خوفا من الفشل، او النمو غير الطبيعي وكسبه للمال السريع نتيجة الوضع الاقتصادي الكوردستاني المشوش قد ادى الى الغرور الاقتل للنفس من غير قراءة الواقع بشكل صحيح . موقف امريكا واضح وصريح ازاء عملية الاستقتاء في كوردستان، والدوافع الذاتية لهذه السياسة والموقف نابع من تعقيدات المنطقة والمعادلات التي تفرض دراسة دقيقة لكل خطوة صادرة من اي طرف في المنطقة في المنطقة اولا، ومن ثم انها منهمكة في الابقاء على موقعها او ثقلها كي لا تنزاح من المعادلات الكثيرة المسيطرة سواء بمشاركتها او بعيدا عنها ثانيا، وانها ربما تريد ان لا تخرج من العملية خالية الوفاض وتذهب كل جهودها سدى او تذهب هدية لغيرها دون ان تقصد ذلك، كما شاهدنا ما فعلته  ومالت لصالح ايران في العراق واثر هذا بشكل كبير على ما تريده وهي خرجت بسلاسة وانسحبت  دون ان تحقق ما تهدفه ولو بنسبة قليلة لحد اليوم رغم ما بذلته من الجهد والمال .

عندما يجتمع كيث كيلوغ مع شاسوار بن عبد الواحد ويبحثون المستجدات لاول مرة بهذا الشكل غير المسبوق, فانها اي امريكا لها الهدف في ارسال اشارة الى السلطة الكوردستانية بانه ربما يكون لها البديل الحقيقي من وراء الستار والذي تطرحه على هيئة شاسوار ظاهرا ويمكن ان يكون وراء الستار اخر او اخرون يمكن ان يلعب بهم كدمية متى ما ارادت ان نجحت في طرح ما تريد، لكونهم يعتقدون بان امريكا هي القوة الوحيدة في تثبيت مكانتهم في اقليم كوردستان ولنظرتهم الراسمالية للحياة والنظام في كوردستان ايضا .

ما يمكن ان نقراه من التحركات المختلفة في هذه الفترة القصيرة هو شدة بعض المواقف ازاء الاستفتاء وخفة اخرى لاسباب وعوامل سياسية كثيرة صادرة من جوهر مقاصد تلك الطراف المتعاملة مع المنطقة او كوردستان بشكل خاص، اما ما يخص امريكا فانها لا تعتقد بان العملية سوف تقع لصالحها خلال تجزءة القضية  وتريد ان تتعامل مع الكل وتحسب على ما تعود اليها من العملية برمتها في المنطقة، وما تريده ان تكون المنافسة بلواعيب قديمة تعرف قدرتها ومكانتها وامكنياتها ونقاط ضعفها من جهة، ولا تريد ان تعقد الامور في العراق اكثر بعدما فشلت من قبل في اداء دورها وما جاءت من اجل تحقيقها وما هدفته من اسقاط النظام العراقي الشمولي من جهة اخرى .

على الرغم من تحركات السلطة الكوردستانية في امريكا لكسب ود او ترضية السلطة الامريكية من اجل على الاقل ان تاخذ موقفا متحفظا في عملية الاستفتاء بعيدا عن الوقوف ضدها الا انها تعلم بان امريكا لا تحركها او تفرض عليها شيء سوى ما تعتقده بان موقفا معينا قد يجعلها تتصرف بشكل يفيدها ويكون اولا واخيرا نابعا من منظور مصلحتها ان كان هو الاصح لديها، وكما نعلم عنها بانها ليس لديها صديق وعدو دائم وما تفرضه من التعامل مع القضايا هو ترتيب الاوراق لديها وما تقراه من المعادلات الضرورية لديها . غير ان الواقع الكوردستاني وما تفرضه المعادلات السياسية الداخلية يمكن ان تفرض امورا على العكس من الكثير من الاحتمالات التي يمكن ان نقراها او نستدل بها خارجيا في المنطقة .

ان ما يحس به الجميع بان امريكا في تفاعل دائم مع ما يجري في اقليم كوردستان منذ سقوط النظام في العراق وربما بعد ان ياست من السلطة في تنفيذ اوامرها مباشرة فانها تنوي دفع جهات وشخصيات لتاسيس تنظيم ثالث قوي برعايتها وربما تكون هناك شخصيات امام انظارها كي تلعب بهم كبيادق الشطرنج كيفما ارادت، الا انها لم تحسب ما في الواقع الكوردستاني جيدا وانها ربما تخطا ثانية بعدما فشلت في العراق جراء عدم قارءتها الدقيقة للواقع الاجتماعي الثقافي السياسي العراقي في حينه، وربما تعيد الامر وتقع في الوحل ان كانت تعتمد على النظريات  الحسابية البعيدة عن جوهر الواقع المعاش لشعب كوردستان .

ان محاولة امريكا لترتيب اوراقها بالشكل المكشوف ومن خلال خطوات او ترقيعات محاولة الضغط على السلطة الكوردستانة من اجل تراجعها في تنفيذ عملية الاستفتاء، فانها ستلقى ما لا يمكن ان تتوقعها من النتائج ان سارت الامور الداخلية الكوردستانية بما يناسب عملية الاستفتاء من توفير الارضية السياسية الداخلية وحل المشاكل والازمات السياسية الاقتصادية المستعصية وبسط السلام والتعاون والتنسيق نفسها على الساحة و الجهات الكوردستانية .

ان الخطوات السياسية الضرورية التي تفرض نفسها على السلطة الكوردستانية هي العامل الحاسم لاكبر نسبة من النجاح في تحقيق الهدف الستراتيجي المصيري للشعب الكوردستاني وليس العوامل الخارجية، او مواقف الاخرين النابعة من مصالحهم القحة فقط دون النظر الى مستحقات الشعب الكوردستاني الذي عانى الامرين في تاريخه الطويل . اي يتوقف ترتيب اوراق امريكا في كوردستان ايضا على الوضع الكوردستاني الداخلي وما يفرضه الواقع من الموقف القوي الثقيل في مواجهة اي رفض نابع من متطلبات مصالح الاخرين، ولم نلق اية فرصة اخرى افضل من ما هي الموجودة امامنا وان كانت غير موآتية بشكل مطلق، ولكن انها الحال التي يجب استغلالها من اجل نيل الهدف الاسمى . وبتوفر الارضية سوف يكون ترتيب الاوراق الامريكية وفق الواقع الموجود و يكون ملائم مع المطلوب كورديا بنسبة معينة من جهة او لا يمكن لامريكا ان ترد سلبا او تمنع ما يمكن ان يدعمه الاكثرية الكوردستانية شعبا واحزابا وسلطة من جهة اخرى .

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم