أقلام حرة

مقتدى الصدر في السعودية!!

تابعنا باهتمام بالغ الزيارة التي يقوم مقتدى الصدر الى السعودية، والتي جاءت بدعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث تأتي الزيارة في خضم الاقتتال الطائفي الذي يسود منطقة الشرق الأوسط، وتصارع التضاد، وقطبي الصراع فيها (الولايات المتحدة وحلفائها ومحور الممانعة المتمثل بروسيا وإيران) الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن هذه الزيارة وأسبابها، وما هي الدواعي التي دعت السعودية الى استقبال قائد ميليشيات مسلحة شيعية، تتهمه السعودية بإثارة الطائفية، وتدعوا في الجهر والعلن الى تكفيره؟!!

الصدر يستعد وبحسب التقارير الخبرية الى خطاب ناري ضد إيران وحلفائها، وتحديداً السيد المالكي، إذ أن وعلى الرغم من التحضيرات السرية للزيارة، والتي شابها الغموض والتكتم، إلا أن الزيارة خرجت الى العلن، الى جانب الرفض الإيراني لهذه الزيارة إلا أن الصدر يسعى الى إيجاد حليف إقليمي يقوي حظوظه السياسية، ويسعى الى تدعين نفوذه وتحقيق مشروعه السياسي، كما يسعى الأخير من خلال زيارته الى السعودية الى إيجاد حراك شعبي من أجل ضرب المفسدين،والدعوة الى حل الحشد الشعبي وفصائله كافة، ومحاولة عبور حلفاءه الشيعة، أو الذين ابتعدوا عن النفوذ الإيراني، وتحصيل رعاة إقليميين في الخليج .

الزيارة والاستقبال الحافل للصدر يشكل أنقلاباً في سياسة آل سعود المعادية للتشيع عموماً، وتبنيها للبعد القومي العربي، والتي تعد مقدمة لتغيير إستراتيجيتها في المنطقة، وفي أطار توجه سعودي في الانفتاح على القوى السياسية الشيعية العراقية، والهدف هو تقليص النفوذ الإيراني، وتحقيق التوازن الإقليمي في المنطقة، والمتابع يجد أن أغلب من زار السعودية من السياسيين العراقيين هم من المناهضين للسياسة الإيرانية في العراق، ويعارضون الهيمنة التي تمارسها طهران على القوى السياسية العراقية، في مقابل السعودية التي تضري على وتر العروبة والقومية، ومحاولة سحب العراق من دائرة إيران،فيما يرى مراقبون للشأن العراقي أن الزيارة ستكون سبباً في تصعيد المواجهة بين إيران والسعودية، واتساع الأمر الذي يجعلنا أمام متغيرات جديدة في السياسية السعودية تجاه المنطقة عموماً والعراق خصوصاً .

المنطقة عموماً ملتهبة، وتقف على حافة المواجهة والانهيار، بسبب الإعداد لسايكس بيكو جديد للمنطقة، قائم على حطب الطائفية والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية وعلى امتداد الخمسين سنة الماضية سعت الأخيرة الى بث الشر في المنطقة، وزرع الفرقة والتفتيت والانقسام بين، كما أن السعودية وبدعم مباشر من أميركا تسعى لان تكون شرطي المنطقة العربية، إلا أنها وجدت مستنقع اليمن أشد وطأة على هذا المخطط، ويبدو أنها تسعى الآن الى تغيير منهجها التكفيري للآخرين بمنهج الحوار، والسعي الجاد الى مد أواصر الثقة والتي سيكون العراق البداية فيها

محمد حسن الساعدي

 

في المثقف اليوم