أقلام حرة

كوردستان بين نعم ولا للاستفتاء

emad aliاننا امام مفترق طرق خطير ومصيري تفرضه نتيجة ما نقترب من اجراءه او منعه قطعا من قبل المتنفذين والملتزمين بقواعد ضيقة للتحزب داخليا والتعامل مع الاخر وفق لعبة كل ما يصدر من مَن يقف ضدي سياسيا هو خاطيء وان كان صحيحا وبتشجيع خارجي . اليس لنا الحق ان نسال لماذا لم نجد ولو احدا من جبهة المناوئين للاستفتاء ومن يقف خلفهم ان يكون مع اجراء الاستفتاء، اليس من الحكمة ان تكون هناك اراء مختلفة حول المواضيع العامة في اللعبة الديموقراطي وما تتضمن والاستفتاء احد وسائلها لتحديد وبيان راي الشعب لموضوع معين، ام هناك اتفاقا ضمنيا مستندا على عدة عوامل حزبية شخصية ضيقة يبعد ما تفرضه الديموقراطية الصحيحة، اليس من المفروض ان نجد من هذه الجبهة الواسعة من المعترضين على اجراء الاستفتاء من جهة ومن ضمنها هناك من يدلي برفض الاستقلال اثناء اجراء الاستفتاء ان يكون هناك من هذه الصنوف المعلومة للجميع من لم يوافق الراي الجمعي او ما اهدافهم والاسس التي يبنون عليه ارائهم، نعم لا يوجد احد نعم احد فقط ممن يحسب عليهم ان يعتقد بان اجراء الاستفتاء هو الخطوة الصحيحة نحو الامام ام هناك الاعتماد على الراي الواحد  الاحد فقط على عكس الادعاءات الباطلة حول تمسكهم بالديموقراطية .

حالة من القلق والفوضى الطاغية  الى حد يمكن ان لا نجد ما يحصل بعد هذه المرحلة الخطرة الا اسوا فقط . هل هذه صدفة ان تلتقي توجهات المعارضة الخارجية والداخلية في كوردستان للاستفتاء وتجمّعهم حول نقطة واحدة كتوقعم لما بعد عملية الاستفتاء وهي حدوث ما لا يحمد عقباه, وان ينطلق الكلام من مصادر مختلفة بلحن وتعبير واحد ومن موقف تدفعه المصلحة الضيقة فقط دون النظر الى الامور من منظور ما يفيد الشعب الكوردستاني ومستقبله او ما يفكره الجانب الاخر . الم يكن من الاجدر بجبهة الرفض للاستفتاء ان يكون لديهم البديل الافضل ويقنعوا به الشعب كي يرفضه هو بدلا من اثارة دوافع الصراع الحزبي، اليس من المعقول ان يكون البديل للاستفتاء افضل منه بدلا من تخويف الناس من احتمالات سلبية نسبتها لا تزيد عن الايجابية بكل الحسابات العقلية .

انت تشارك العملية السياسية من منطلق الصراع الحزبي غير المعتمد على استراتجية، ولمجرد استغلال المعارضة ونبذ الاخر دون ان يكون لديك البديل الايدولوجي والفكري والعقيدي وحتى لم تقيّم الواقع وانت تسير عليه، وتاتي وتستغل الوضع السياسي والاقتصادي المزري من اجل فرض موقفك ورايك وحتى  ان كنت مخطئا، فاين هي العقلانية والحداثة والعصرنة في نظرتك للحياة في كوردستان .  لقد عانت كوردستان من التضاد بين موقفين منذ عقود طويلة، فتارة باسم الدين والعقيدة والطريقة، واخرى باسم المنطقة وسماتها ومميزاتها واخرى باسم الحزب والصراع السياسي الشخصي الى ان وصلنا الى اليوم الذي نجد العامل الاضافي وهو الموقف من الاستفتاء والادلاء بموقف ما من استقلال كوردستان . وعندما استغلت الاعداء تلك التناقضات التي فرضت التناحرات الداخلية من قبل  فان بروز هذا الموقف وتجسيده على الارض سيكون عاملا اضافيا للخصام والخلافات وارضا خصبة لاستغلالها من قبل المناوئين للعمية السياسية التي تقدم فيها الكورد شيئاما وفرضوا انفسهم نتيجة العوامل الموضوعية والتغييرات التي اجريت في المنطقة وما وقعت لصالح حركتهم فقط من جهة ، ومن جراء مصالح الكبار في المنطقة وما فرض الكورد كعضو فعال ورقم وثقل لاول مرة في المنطقة من جهة اخرى .

انت تدعي اصحية الاستفتاء دون ان تدرس جوانبه والاحتمالات من دون ان تكون لديك البدلاء له, وفي المقابل الاخر يرفض الاستفتاء دون ان تكون لديه البدلاء الافضل من عدم اجراء الاستفتاء او الادلاء برفض الاستقلال في هذا الوقت، اذن وضعتم الشعب الكوردستاني حائرا بين المضربين ومحصورا بين دفتي المتناقضات والقوة الضاربة للمطرقة والسندان .

اذن يمكن ان نقارن بين رافضي الاستفتاء الخارجيين والداخليين وكيف يلتقون في الهدف على الرغم  من اختلاف كينونتهم وطبيعتهم وتركيبتهم واهدافهم السياسية , فهذا محيّر حقا ودفع الشعب الكوردستاني الى الابتعاد عن البعض اكثر نتيجة لتراكمات الماضي وما بني من جبهتين متضادتين، لا يمكن تصور ما قد يؤدي تحركاتهم وما يدفعون اليه من الشر بدوافع خارجية ومن له مصلحة في الاحتكاكات التي يمكن ان تحصل بين الجبهتين في اقل مماحكة او تلاسن او تصارع . هذه هي حال الكورد بين الجبهتين مؤيد  ومعارض للاستفتاء وان لم يمر بسلام فليس من المتوقع ان يمر على الخير .

 

عماد علي 

 

في المثقف اليوم