أقلام حرة

أنموذج للأنقياء من البشر

saleh altaeiللموضوع الذي نشره الأخ الأستاذ سلام كاظم فرج بعنوان "أرق سببه صالح الطائي" والذي نشره في المواقع الالكترونية؛ أكثر من طعم ونكهة ولون، ربما لأنه اشتمل على شعر وفكر وتاريخ وثقافة وذكرى، جمع ذلك كله على أديم ورقة كأنها قدت من القلب، تقطر منها العواطف والذكريات.

هذا النص الذي يروق للأخ الأستاذ سلام أن يسميه (نص هائم) وهي تسمية طالما استخدمها في مثل هذه النصوص، جلب انتباهي وأبكاني حينما قرأته أول مرة، لأنه أثار في نفسي شجونا، فكتبت مداخلة دون مستوى الطموح، أشكره فيها على ما تفضل به، وكنت أجدها أصغر من أن تفيه بعض حقه، ولكنها كانت كل ما أقدر عليه في تلك الأجواء المشحونة بالذكريات.

سلام كاظم فرج هذا العملاق الرائع لم يقف عند الموضوع، بل رد على المداخلة بما هو أفضل منها، فقال:

"الأستاذ والصديق العزيز المفكر والباحث القدير صالح الطائي / لبعض كتاباتك الإنسانية فعل الشرارة في ضميري . تؤجج فيه الأسئلة الخالدة. عن المعنى / وعن المصير / عن الماضي حين يكون معبرا للمستقبل..

معك أشعر أن الوجدان يسبق الفكر. رغم أهمية الفكر وعلو شأنه.. في كتاباتك تمتزج العاطفة بالعقل.. فتنتج فكرا إنسانيا أصيلا.. من اجل ذلك خاطبتك وكأنني أخاطب جيلا كاملا من المفكرين الإنسانيين ..

لك مني المحبة كلها.."

إنه والله رأي أعتز وأفتخر به كثيرا ليس لأنه مغرق في المديح الشخصي، لا أبدا، بل لأنه صادر من قامة فكرية وأدبية يسارية، مع أن من العسير على اليسار  أن يتماهى مع الفكر الديني. والأهم انه جاء في وقت خلاف وقع بيني وبين بعض الشباب من أتباع التيار المدني سببه سوء الفهم لا أكثر، ربما لأن الروح الثورية لدى الشباب تمنعهم أحيانا من رؤية كل ما هو أمامهم، فيختارون زاوية ينظرون من خلالها تناسب تطلعاتهم.

إن الدرس المستقى من هذه العلاقة ومن نتاجها الأدبي الثر، الذي أود من أبنائي الشباب أن يعوه ويؤمنوا به من أجل غد أفضل؛ هو أن الإنسان متى ما نجح في التحكم بعقله، وجعله حكما ورقيبا على هواه، ينال درجة الإنسانية العليا التي لا يصل إليها إلا الأنقياء من البشر، أما من تتحكم به روح الافتراسية والتوحش فلا يمكن أن يبلغ درجة المدنية مهما طبل لذلك، فالمدنية تحضر ورقي قبل أن تكون شعارات قد لا يفهمها البعض!.

 

صالح الطائي

 

 

في المثقف اليوم