أقلام حرة

هل الانتماء الى التاريخ يسبق الانتماء الى الوطن ام العكس؟

akeel alabodتوطئة: محاورة بيني وبين اخي الأصغر المهتم بالأرشيف وجمع الوثائق التاريخية القديمة، مفادها سؤال يقول هل الانتماء الى التاريخ يسبق الانتماء الى الوطن، ام العكس؟

كنّا نتحدث أنا واخي الذي يجمع صوراً عن بعض الشخصيات، والطوابع، والأحجار، والرسائل التي يعود تاريخها الى ما قبل الحرب العالمية الثانية، اضافة الى وثائق تخص شخصيات مهمة من ضمنها أوراق قديمة مطبوعة وشهادات مختومة باسم الملاكم Archie Moore، وفيها ايضا ان له جولات يفوز بها على محمد علي كلاي، هذا اضافة الى تواقيع من شخصيات ومؤسسات مهمة.

 استوقفتني بجانب ذلك صور لرؤساء مهمين، ليس الباب مناسب لذكرها، ولكن ما أحببت الإشارة اليه بإيجاز، سؤال دار بيني وبينه مفاده، هل ان هنالك انتماء الى التاريخ، وما الفرق بين الانتماء الى الوطن، والانتماء الى التاريخ؟

هنا بناء على الألبومات الخاصة بأنواع الصور التي يعود تاريخ البعض منها الى حرب فيتنام، والهنود الحمر، وقسم منها لم يكن ينشر، وهذا هو أساس ومدار البحث، بناء على ذلك، فقد اتضح لي ان هنالك أنتماء بالفطرة الى التاريخ، وهذا الانتماء تعود بعض مقاطعه الى مساحة الانتماء الى الماضي، بغض النظر عن الوطن.

نحن الان حيث تستنزفنا سنوات الغربة، وحيث نفقد اصرارنا وعزيمتنا يوما بعد يوم للعودة الى الوطن الام، بغية استكمال ما يترتب علينا من برامج ومنجزات، نتمنى ان نقوم بها في اوطاننا، ترانا نفكر بإنجازات من نوع جديد.

 الان نفكر أنا واخي الأصغر الذي يتفوق علي في تجربته في هذا الباب، حيث تراه بجمع كل ما يتعلق بالقديم من الماضي، بما فيه الأفلام القديمة، حيث أستطيع ان اطلق عليه لقب  خبير ارشيف من الدرجة الاولى.

حيث من ضمن ما يجمعه كاسيتات، واسطوانات، وأحجار اثرية، وحتى متعلقات عسكرية على نمط أوسمة وصور ورسائل بالتلكرام جمعها من احد الامكنة يعود تاريخها الى الحرب العالمية الثانية.

لهذه الأسباب مجتمعة كنت أقول له، يبدو ان الانتماء للتاريخ يسبق الانتماء الى الاوطان، وإلا ما الذي يجعلنا نصَّر لان نجمع شيئا عن احجار قديمة كالتي،نحتت عليها اثار الفراعنة.

علم ال archeology هذا الذي تعلمت منه شيئا بسيطا عن البحث في النقوشات القديمة بغية معرفة تواريخها يشجع الاخرين للبحث في هذا الجانب.

اخيراً ان نكون مبدعين في اوطاننا، هذا شئ صعب، ذلك بعد ان تراجعت فكرة العودة، والسبب يعود لأننا صرنا جزء من عالم اخر،

لقد اكلت الضباع خيرات بلدانا وعم الفساد، ولم يعد المجال مفتوحا كما يبدو للعلماء، والعاملين المبدعين.

الخاتمة:

إذن نعم الانتماء الى التاريخ اولا، كونه ليس له حواجز، وهذا معناه انه يسبق الانتماء الى الوطن.

 

في المثقف اليوم