أقلام حرة

المناصب الكوردية فی بغداد وتاثيراتها السلبية على اقليم كوردستان

emad aliكل من يفتح فمه من الاخر يقول بانكم الكورد لكم حقان في كوردستان والعراق، تحكمون انفسكم بشكل شبه مستقل وتشاركون بغداد في السلطة لحكم العراق اجمع وتتمتعون بخيراته، وهذا كلام حق يراد به الباطل نتيجة انعدام وجود سلطة كوردية حقيقية مشاركة الان بالذات في بغداد، لكون المناصب التنفيذية الرئيسية الحساسة والمهمة بيد الاخرين من جهة، ولم يستفد الكورد من المواقع التي تشغلها الا من يحتلها بشكل واخر سواء بقوة حزبه او عشيرته او حلقته الضيقة من جهة اخرة، نعم يستفادون منها هؤلاء  بشخصهم فقط على الاكثر وهي بمثابة مناصب يمكن ان نعتبرها ورقية لحد ما باانسبة للكورد كشعب فلا تقدم ولا تؤخر شيئا له في ماهية الامر .‌

 وهذا يعيد الى الاذهان المناصب التي اعطيت للكورد واكثرهم مستعربين طوال تاريخ العراق منذ تاسيسه واكثرها المطلقة من اجل التضليل وليس للشراكة الحقيقية وانما من كان يتسلم هذه المناصب من المقربين او ازلام النظام، والا فهل من المعقول ان يقتل الحاكم المستبد في المركز الكورد ولم ينبس المحسوب على الكوردي في موقعه ببنت شفة وهو يخاف اكثر من غيره، حتى ولم يتجرا ان يسال عن السبب والحجة عن التعدي على الكورد . ضُرب الكورد في كوردستان بالاسلحة الكيمياوية واُنفل اكثر من  180000 فرد كوردي ولم نسمع من هؤلاء المحسوبين على الكورد ولو همسة، اما اليوم وان تكلم البعض بشيء من الحذر ايضا الا انه لا يوجد احد يسمع، بل السلطة التنفيذية الحاكمة الحقيقية تنجلي في مواقع معينة دون غيرها او البقية من الامور الثانوية التي لا تدر اية منفعة على الكورد وقضيتهم او من يعتليها من اي مكون مغلوب على امره،  بل وكانها تدخل في عملية الخداع للذين ينظرون الى العراق من خارج حدوده ولا يعلمون بحقيقة الامر وما يجري في الداخل .

صحيح ان الكورد اعادوا اخطائهم السابقة بسذاجتهم واسسوا الدولة العراقية من جديد وسلموها الى الاخرين دون اي ضمان لمستقبلهم وحقوقهم المهضومة دوما وكرروا الخطا، اعادوا بناء الجيش بمن ذهب بداية لحماية السلطة في بغداد من الافواج البيشمركَة عندما لم يجد الاخرون لديهم جنديا مدافعا عنهم بعد سقوط العراق وبعد ان حل سلطة الائتلاف الجيش ايضا، انه اي البيشمركَة كانوا بمثابة فوج الموسى الكاظم او مثيل له ابان انبثاق العراق وفي بداية تاسيس جيش الدولة العراقية دون ان يحصلوا على شيء، والانكى في ذلك انه لا يعلم احد بهذا ويدعي حصول الكورد على الحقين ضاربا الحقيقة عرض الجائط بل يعتبرونها فترة ذهبية لحياة الكورد للاسف .  انها كانت مرحلة متنقلة غير مثبتة وبعيدة عن اي ضمان لمنع عودة الويلات للكوردمن جديد وتراجعه الى ما كان عليه . اننا نسال ما جانب الافادة للكورد من منصب رئيس الجمهورية ونائب  رئيس البرلمان والوزراء  الا للاشخاص الذين يحتلونه ويحصلون به على امتيازاتهم الشخصية فقط .و في المقابل يُحسب على الشعب الكوردي بمرحلة ذهبية وهي جوفاء حقا . بل من المؤسف حقا لا يعلم الكثيرون ومنهم من المثقفين بان حصة كوردستان من الميزانية مقطوعة منذ سنين ويدعون غير ذلك ويتهموننا بسرقة العراق من جانب  وايدعون الانفراد في استراج النفط من الجانب الثاني وكان الشعب الكوردي يعيش في نعيم وهو يستلم ربع راتبه كل شهرين، وبعض هذه الادعاءات نابعة من الشوفينية والتعصب القومي المسيطر على عقلية هؤلاء المحسوبين على القومية السائدة ومن دول العربية ايضا.

انه من العيب على الكثيرين ان نجد لديهم كل هذا الخبث في كلامهم مع ما يجري في العراق ويتكلمون وكانهم في زمن الدكتاتورية البعثية دون ان يعلموا المرحلة التي هم فيه قد تغيرت، وكذلك يتكلمون وكانه الكورد ليس له الحق فيما هم يمارسونه منذ قرن، وكان الكورد ليس لديه من المقومات من الارض واللغة والتاريخ والجغرافيا والامكانيات لبناء دولته على الرغم من اغتصاب هؤلاء ومن يؤمنون به وبما يعتنقون من الافكار والعقائد البالية حقوق الكورد منذ عقود طويلة .

انه من غدر التاريخ الذي لحق بالكورد ولم يتعض هو منه وعلاوة على ذلك  يريد البعض عودة الزمن، لا بل يلصقون التهم الحاضرة ذاتها ونسمع كما كانوا يسمونهم بالعملاء في يومه اليوم ربما يقولونها بشيء من الادب ويدعون ان الكورد ينفذ مخططات امريكا في المنطقة، التهمة ذاتها في الجوهر وتغيير مظهري يوضح مدى دهاء هؤلاء المتعصبين والادهى يدعون بعضهم باليسار كما كانوا ابان مرحلة المعسكرين العالميين المتصارعين .

ان ما نريد الكلام عنه وهو صلب موضوعنا هو؛ ان المناصب التي تحتلها الاشخاص التي لا تمثل الكورد وانهم بلا امكانية وقدرة على العمل الضروري المطلوب منهم في هذه المرحلة، وانهم يحافظون على مصالحهم الضيقة ولا يمكن ان يضحوا بكل تلك الامتيازات التي لم يكونوا يحلموا بها في حياتهم، ولم نسمع لهم موقفا مشرفا ازاء الموقف الوطني القومي المقدس وهو الاستقلال الذي ضحى من اجله الكثيرونو  سالت دماء ابرياء المناضلين من اجل تحقيق امنيات الامة الكوردية . هؤلاء بدلا من اداء واجبهم الوطني والقومي في اسناد الاصح فانهم ينقلون الصراعات وما يدور في كوردستان من الخلافات الى بغداد ويستغلهم اعداء الكورد بكل وسائلهم ودهائهم وامكاناتهم .

اين هي المناصب التي يعتليها الكورد وعادت بالخير لهم ولمستقبل ابنائهم، اين هي المناصب التي يمكن ان تدافع عن حقوق الكوردي الحقيقية ويرد عن من يريد اعادة الزمن الى الوراء، اين تلك الاصوات التي يمكن ان تقف امام من ينادي بزمن الدكتاتورية النابعة من شوفينيتهم الحاقدة، اين هؤلاء الذين يعتبرون انفسهم ممثلي الامة الكوردية ولا يُسمع انين منهم حول ما ومن يغذي هؤلاء الذين يخضعون لمستوجبات النعرة العرقية التعصبية التي لا تنفع احدا بل تعيد العراق الى المهالك التي كان فيها طوال تاريخه .

نسمع من يقف في البعد ولازال يحمل الايديولوجية الضيقة الافق ويتكلم عن الكورد وكانه يعيش في القرن العشرين، ويصرخ ويعيط ولا يعلم عما يجري وليس لديه حتى من المعلومات الجديدة عن العراق والكورد . يا له من الماسآة والعقلية البالية التي نفدت تاريخ صلاحيتها التي فيه هؤلاء من العرق العربي الذين يمكن ان نؤكد بان اجدادهم قد استقدم من الجزيرة العربية او هم  ليسوا اصلاء في بلدانهم  وبتشبثون بافكار وعقائد وتوجهات وعقليات تقززهم اكثر مما يتصورون .

العتب يقع على الكورد في تلك المواقع في مركز العراق ايضا، لانهم لم يؤدوا الواجب الوطني والاولوية التي تقع على عاتقهم من العمل على الوحدة الوطنية والتنسيق والتعاون وعلى اداء ما يقع على عاتقهم من الواجب ولم يتسغلوا الفرص المؤآتية ويريدون ان يبددوا الفرصة الاخيرة التي امام الكورد في تحقيق الهدف الاسمى لديه .

المهم للكورد في هذه المرحلة هو العمل الداخلي، اي نبذ الخلافات والتقارب والابتعاد عن الصراعات الصغيرة الضيقة الافق، وتامين الارضية الملائمة داخليا لتقليل من ما يحاوله الاخرون من التاثير السلبي على الداخل، وبه يمكن كسب التحدي الذي امامهم بعمل القائد الواحد والمنسق الوحدوي الذي يحتاج للعقلية العصرية الملائمة التي تهتم بالاهم وتهمش الثانوي الذي يمكن ان يضر بالهدف الرئيسي وهو اتباع ارادة الشعب الموجودة، والمعلوم ان التضحيات التي قدمت في هذا الطريق ليست بقليلة والظروف الحالية وان كانت ليس بمثالية الا انها الفريدة والفرصة مقبولة من الجوانب الكثيرة ولا يمكن انتظار الافضل اكثر من اليوم بعد التغييرات المنتظرة قريبا، وعليه من المفروض ان تُكثف الجهود من قبل الجميع وعليهم ان يضحوا هؤلاء الذين يعتلون المراكز والمناصب العراقية على الاقل من اجل الهدف السامي بعدما ضحى المستضعفون بدمائهم من اجله لعشرات السنين . فهل نرى موقفا مشرفا وقائدا من بين من يحتل المناصب في بغداد كي يدلي بدلوه في هذا الجانب ويضحي بمصالح مادية وامتيازات خاصة ام ان الكورد لا يمكن ان نجد فيه القيادة من هذا النوع،  وان لم يفعلوا فانه يخسرون في المراحل القادمة لان السلطة المركزية لا يمكن ان تسمح لهم بالدوام في التمتع بالامتيازات الشخصية التي تغريهم وتبعدهم عن اداء واجبهم الحقيقي، فلننتظر ما يحصل ومن بعد ذلك سيكون لكل حادث حديث .

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم