أقلام حرة

ما هي خلفيات رافضي الاستفتاء في كوردستان

emad aliهناك نسبة كبيرة جدا ممن يرفضون اجراء الاستفتاء وفي المقابل هناك نسبة اكبر ممن يدعمونه وينظرون اليه بمناظير متعددة ومنها نابعة من ايمانهم بالدولة الكوردستانية المستقلة كهدف مقدس وضحوا بكثير من اجله  .

ما اريد ان ابينه هنا هو خلفيات من يرفضون الاستفتاء فقط دون ان اتطرق من يدعمونها، وما يجري فيها كعملية مصيرية ومن يرفضونها كعملية او مضمونها او اهدافها جملة تفصيلا ومهما كانت، ومن يمكنه ان يؤدي الدور الرئيسي لاجراءها :

1- من يحمل خلفية حزبية ايديولوجية ضيقة يتعامل مع كافة المواضيع من منظور حزبي ضيق بعيدا عن رايه الشخصي اي وهو مقيد باوامر الحزب, وهذا ليس بحرّ وانما يتصرف وكانه جزء من المنظمومة الحزبية فقط .

2- هناك من يرفضها على اعتبارها جاءت كمبادرة من قبل البارزاني ولاهداف في غير محلها او لا تمت بصلة بالاستقلال وانها وسيلة لانقاذ نفسه وحزبه من المشاكل والازمات التي فيها، ويرفضها بناءا على ذلك .

3- الكثير من المثقفين الذين لا يتنعمون بامتيازات السلطة واصبحوا في ظل المعارضة من جهة ومن يسلك طريق المعارضة مهما كان باعتبارها الاصح في بيان المواقف او من يعمل وينتمي الى المعارضة في الظل ولا يريد ان يعلن ذلك، اضافة الى المثقفي والمنتمين الى الاحزاب المعارضة بذاتهم ايضا .

4- رجال الاعمال الذين تتاثر مصالحهم الخاصة وراسمالهم بهذه العملية، وربما ستؤدي الى انقطاعهم عن كوردستان من اجل الربح الذي يسهرون عليه مهما كان، وان احسوا بان مركز العراق هو الانفع لهم فلا يمانعون في الانحراف والانقطاع عن كوردستان من اساسها، وهذا شيء اعتيادي في دنيا الراسمالية ومتطلباتها .

5- هناك شريحة واسعة من المخلصين والذين لهم تاريخ مشرف وضحوا من اجل كوردستان بدماء ابناءهم وما يملكون ولكنهم يتوقعون الرد السلبي وانعكاس الحال بسلبية على كوردستان ومستقبله، ويتوقعون نتائج مخيبة وتراجعا في الوضع الكوردستاني في حال اجراء الاستفتاء ولذلك ينادون برفضها من منظور ايمانهم بالقضية ويودون عدم اجراء العملية من اجل ايجاد فرصة انسب وارضية اكثر ملائمة وفي حال السلم والتآخي الداخلي البعيد عن الازمات .

6- هناك من يتسغل الاستفتاء كفرصة في صراعاتهم الضيقة عسى ولعل ان يستفيد من رفضه لها من جوانب كثيرة ومن جهات داخلية وخارجية دافعة ايضا او من جبهة من يدعم نعم للاستفتاء من حزب السلطة ورئيسه عند تغيير رايه، او هناك من الموالين للتكتلات والاشخاص فيتبعونهم مهم اكان رايه الشخصي .

7- هناك من يمتثل لرؤى ومتطلبات القوى العالمية ومخابراتها وما يمكنه من تنفيذ ما تعتقده هؤلاء القوى من ان اجراء الاستفتاء ليس في وقته ومرحلته ويطلبون تاجيله الى الوقت المناسب غير المعين وبعيد عن الضمانات !

اننا اذ نتعايش مع هذا الواقع المؤلم من الصراع الجديد بسبب موضوع الاستفتاء، وبدلا من محاولة التقارببين القوى وايجاد منفذ للتصالح وايجاد الطريق لحل الازمات العديدةفي كوردستان  فاننا نرى عاملا اخرا مسببا للخلافات الاكثر شدة بُرز ويتمسك به المتصارعون من اجل كسب الجماهيرية وبطريقة شعبوية من جهة ومن اجل نيل ما يريدون من تحقيق انتصاراتهم الحزبية على حساب الشعب ومستقبله من جهة اخرى .

اننا نرى عملا عشوائيا من الجانبين ولا نرى في الافق تنظيما جيدا لما تحتاجه كوردستان في هذه المرحلة، وعليه فان ما يجري مخيبة لامال الاكثرية المؤيدة والرافضة لعملية الاستفتاء ايضا . 

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم