أقلام حرة

ان تنازل الكورد عن حق تقرير مصيره في بغداد

emad aliاتكلم وكلي حرقة على مدى سذاجتنا نحن الكورد عبر مراحل كثيرة في تاريخنا نتيجة ما نتسم به من السمات الانسانية التي من المفروض ان لا تتدخل في السياسة او يكون السياسي منزوعا منها عند اداء مهامه العامة . وكلي امل ان تكون هذه عامل خير داخلي له مستقبلا  ولكنه للاسفكما نعلم فانها كانت دائما مصدر خلاف داخلي على العكس من ما تدفع هذه الى لينه في تعامله الخارجي مع الاخر والذي يقع هذا على حسابه فقط .

ان خوفي من ان يفرض ما هو الجميل اخلاقيا والمعيق سياسيا ما ليس لمصلحة الكورد في هذه المرحلة الحساسة على الوفد الكوردي وهو يتباحث مع المركز حول اهم واسمى ما عند الكورد وهو حق تقرير مصيره من خلال اداءه خلال الية ديموقراطية حقة وهي الاستفتاء المزع اجراءه قريبا لبيان وجهته وانيل حقوقه، على الرغم من انه له الحق في العلان استقلاله دون هذه الطريق وفق احقيته وما قدمه ضحية لنيل هذا طوال تاريخه .

ما يؤخذ على الكورد نفسه من نفسه هو عدم الاهتمام بالتخطيط والدراسة لاي موضوع ولمثل هذه الاهداف ايضا وانه يسير بالتمني والعشوائية في خطواته، وعدم اكتراثه بالاولويات ولم تكن محاولة تفاديه لتهجمات الاخرين بشكل موقف وان كان على حسابه ومسقبل ابناءه . وعليه ارتضى بالقليل في كثير من الامور التي كان له القدرة في نيل الكثير من حقوقه في الوقت المناسب  ومن دون داع نتيجة لعدم الثقة بالنفس .

اتخاذ قرار اداء حقه في تقرير مصيرة والتوجه نحو الشعب بادلاء بصوته في بيان تحقيق يهدف وفي موضع حساس وكبير مثل الاستقلال بشكل مفاجيء ودون تحضيرات مطلوبة وعلى ارضية يمكن ان تكون غير مساعدة او معيقة للعملية في سيرها ومؤثرة على نتنائجها يدعنا ان نؤكد على مدى تخبط الكورد في تحقيق اماله وفي اهم ما يحلم به . تاكد الكورد على العمل وفق رد الفعل بعيدا عن اي دراسة وما سار عليه هو اتخاذ القرار بشكل سطحي دون تدبير ما يهم العملية، وهذا ما يضع العراقيل الداخلية اضافة الى ما تعمل عليه الجهات الخارجية التي تعتقد بانها تتضرر من توجه وما ينوي الكورد تحقيقه في نيل حقوقه والوصول الى ما يحق له شرعا وقانونا وتاريخا .

اننا نعلم بانه لم يتعلم الكورد من اخطاءه او من مخططات الاخرين وما يحاك له من اجل اعاقته مسبقا حول ما يهمه هو طوال التاريخ، اننا نعلم بانه لازال في بداية معرفته بخبايا الامور السياسية التي من المفترض ان يدققوا فيها لتكون عاملا لنجاحهم وليس لفشلهم وعدم الوصول الى خيبة امل كما تحاول الاعداء من كل حدب وصوب على فرضها عليهم . العقلية التي يتعامل معها الكورد في العواصم الاربعة التي الحق بها الكورد مجحفا في حينه ليست كمثيلاتها في المناطق الاخرى، الشعوب وسماتها التي يتصل بها الكور ويتواصل معها ليست كمثيلاتها في العالم، التاريخ والجغرافيا والحالة الاجتماعية لهم ليست كما هي في المناطق الاخرى، انهم يصرون على عدم الاعتراف بحق الاخر والعمل بكل ما لديهم من اجل الاستمرار في سلبه من اجل مصلحتهم الذاتية، والاخطر ان العقلية التي يتعامل معها الكورد مبنية على ارضية مختلفة كثيرا ما هي موجودة في العالم . وعليه وعلى ما في الوفد الكوردي من المزايا من جهة ونقض من جهة اخرى، فاننا نعتقد بانه ليس بمستوى العملية الصعبة التي ذهب من اجلها، فالاخرون اقوى من الخصم الاعتيادي لما يمتلكون وانتزعوا دائما ما ليس لهم بالقوة او ظلما وهو في موقع قوي وعالي . وانهم اصحاب دولة ولها عمقها التي هي عامل قوة لهكذا طرف متفاوض مع ما يعتبرونهم هو الجزء منهم وان كان قانونيا وليس تاريخا وجغرافية واجتماعيا حقا . فنجاح الوفد في نزع حقوقه بشكل ملائم للمرحلة يحتاج الى عقلية وقدرة مطلوبة، ومت ينتج سيكون له الاثر الكبير على مسيرة الكورد فيما بعد، ولكن التركيبة التي يتكون منها الوفد وما معلوم عن امكانياتهم وقدرتهم ليس بالمستوى الذي يمكن الوثوق بها لما لاعضاء الوفد من مثالب شخصية وشطحات سياسية وتاريخية اضافة الى العوامل الموضوعية التي تجعلهم ان لا يكونوا بامستوى المطلوب او اضعف من المتفاوضين معهم .

بناءا على ما تقدم يمكننا ان نقلق على مصيرنا ونخاف من عدم اداء الوفد الحزبي المرسل مهامه التارخي بشكل مقنع وناجه لانه مرسل الى بغداد بقرار حزبي ودون اجماع على الموقف من اي موضوع يبحث والمرجع لما يتوصلون اليه لمراجعته ومن كان المسؤل على تحديد مثل هذه الشخصيات التي لم تكن من قبل الجميع، وعليه من حقنا ان نخاف من اداء واجبهم بشكل مقنع . كما نحن قلقون من شكل وتركيبة الوفد فاننا نخاف ايضا من كيد الاخرين وعدم قدرة الوفد الكورد في مسايرتهم والسير في ثنايا ما يمكن ان يُخطط لهم من تحييك ونسج ما يمكن ان يقعوا فيه  ليس في بغداد فقط وانما من وراء ستار ما تعمل فيه دول المنطقة باجمعه وهم المتدخلون دوما  في شؤون العراق في كافة الامور وما يهم الكورد في مقدمتها . فهل الوفد مخول لبيان موقفه النهائي وان كان ليس في محله، فهل يعمل الوفد بما يمليه عليه مصلحة من وراءه من الاحزاب وهو ليس ممثلا للشعب قانونا، فهل يؤدي الوفد ما عليه باكمل وجه في ما هو الانسب في هذه المرحلة، ام الظروف وو المواقف الكثيرة في شان الاستفتاء من قبل دول المنطقة والعالم سيكون له اثره البالغ في تفكيرهم وعلى اتخاذ مواقف من ما يبديه المركز من المواقف امامهم . انه امر صعب ولا يمكن تخمين نسبة النجاح وما ازداد من خوفنا بانهم يمكن ان يقبلوا على التاجيل لعملية الاستفتاء استناد الىما تسرب منهم لمجرد ضمان وعد للموافقة على العملية في مستقبل ما، ودون ان يحسبوا لتغييرات المواقف والمعادلات في عدم تحديد وقت التاجيل وكيفية ضمان عدم تغيير المواقف بتغيير المعادلات في حينه وان كان قريبا  وما العمل لو لم يؤدي المركز ما عليه او عندما يحنث بوعده .

عليه، لا يمكن ان نستدل ما يمكن ان نصل اليه في بغداد، ولا يمكن ان نعتقد بان نجاح الوفد قد يكون لصالح القضية ان كان التقدير والتثمين حزبيا وما لم تكن هناك شفافية في بيان المواقف بشكل علني للشعب . فاننا على يقين بان لم نفرض نحن بما يمكن ان يكون لدينا من المقومات الاساسية وتجسيد الارضية الضرورية لما يدفع الى قوة الموقف امام الاخر لا يمكن ان نتاكد من نجاحنا مهما ادعينا غير ذلك. 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم