أقلام حرة

ابناء الموصل ودولة كردستان الاسرائيلية

ali mohamadalyousifتاريخ 12/8/2017 حجزت برفقة زوجتي من شركة الرافدين في بغداد،سفرة عائلية الى مصائف اربيل ودهوك لمدة 6 ايام.

انطلقت المنشأة الباص حوالي السادسة والنصف صباحا من بغداد باتجاه محافظة صلاح الدين وبعدها كركوك، وبعد ثمانية ساعات سفر مرهق ودرجة حرارة عالية جدا،توقف بنا الباص في نقطة سيطرة تفصل محافظة كركوك عن اربيل تحت امرة البيش مركة. من مجموع ما يزيد على اربعين راكبا تم حجز هويتي وهوية زوجتي لانهما تقرآن سكن وولادة الموصل. قال احدهم انتما لا تدخلان اربيل... ممنوع، من الموصل ممنوع يدخل على اربيل. قلت له انا رجل كما تراني ومثبّت عندك في هويتي،عمري اكثر من سبعين عاما ومعي زوجتي،وانا مسافر بكفالة شركة سياحية تتعاملون معها، وهوياتنا بامكانكم تدقيقها بالكومبيتر، وهذه حقيبتنا قم بتفتيشها على كيفك، ولا يعقل ان تعيدني انا وزوجتي الى بغداد بعد ان قطعنا كل هذه المسافة وفي هذا الحر، اجابني نعم ترجعان.

اضطررت حمل حقيبتنا انا وزوجتي، بعد ان قلت للشاب المسؤول عن الباص انه لا ذنب لتأخير بقية الركاب وودعتهم واستقلينا تاكسي عائدين الى كركوك، ومنها في الليلة الثانية عدنا الى الموصل بعد مشقّه لم اكن احسب حسابها .

هذه الحادثة معنا ليست استثناءا وانما هي قاعدة تسري على مئات العوائل الموصلية .انا هنا في غنى عن شرح كيف  ان الاف الاكراد وعلى مدى سنين طويلة جدا احتضنتهم مدينة الموصل كاخوة متعايشين بسلام وامان مع جميع مكونات محافظة نينوى، مسلمون ومسيحيون وايزيديون، واقليات من العرب والاكراد والتركمان والشبك وغيرهم .

واذا ما كانت مثل هذه التصرفات المشينة بحق ابناء الموصل تعزى لسبب هيمنة واحتلال داعش للموصل لمدة ثلاث سنوات عجاف اذاق الدواعش الموصليون صنوف البطش والظلم والاعدامات وهتك الاعراض والتهجير واحراق ممتلكات الناس وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وقطع الرؤوس والذبح . كل هذا وما جرى للموصل من تدمير شامل ونكبة لم يشهدها تاريخ العراق، كان الاكراد في حكومة اربيل المتواطئين مع داعش في نكبة الموصل، وكانوا جزءا فاعلا في مؤامرة تسليم الموصل للدواعش، وانا كنت شاهد عيان على ما جرى للموصل .

الآن يتباهى الاكراد بصلف ووقاحة ان حكومتهم تنسق في كل شيء مع الاسرائليين الصهاينة في مخطط لئيم لا يهدد العراق وحده بل جميع دول المنطقة . ويتشّرف الاكراد بالصهاينة ابناء عمومتهم نكاية بالعراق واهله .

واترك ما يحمله المستقبل لما بعد اجراء الاستفتاء المنوي، تمهيدا لانفصال هو قائم وواقع حال منذ التسعينات في انفصال حكومة اربيل عن بغداد عسكريا واقتصاديا وسياسيا تحت مظلة امريكية – اسرائيلية . والشيء بالشيء يذكر انه عندما كان العراق بجميع محافظاته يرزح تحت الحصار الامريكي والدولي الظالم الذي وصل بالعراقيين الى حافة المجاعة، كان الاكراد يتنعمون بالحماية والرعاية الامريكية .

ان العصر الذهبي للاكراد وشهر العسل مع الصهاينة سوف لن يدوم والمستقبل كفيل لوضع الامور، كل الامور العراقية في نصابها الصحيح وسياقها الطبيعي السليم وغدا لناظره قريب.

 

علي محمد اليوسف – الموصل

 

 

في المثقف اليوم