أقلام حرة

من خلق فوبيا الكورد لدى تركيا

emad aliلم نسمع كلاما او تصريحا لدى مسؤلي تركيا الا ويتضمن هدفا واحدا واكثر اهمية لديهم وهو وقوفهم ضد طموحات الكورد وخوفهم الكبير من تحقيق الكورد لاهدافهم ليس داخل بلدهم وانما اينما كانوا، وانهم فقط من يعتبر وضع عراقيل امام ضمان الحياة الحرة الكريمة للكورد في اولوياتهم . وهلعهم الدائم من اية خطوة اينما كانت ان اعتقدوا بانها تؤدي الى تقدم القضية الكوردية في اية بقعة كانت يدع الجميع بان يعتقد بان تركيا قد تولدت لديها فوبيا الكورد سياسيا دون ان تعلم ذلك او لا تريد ان تعلن عنها او تتجنب من وصفة لتجرعها علاجا لما هي فيه .

لماذا وصلت حال تركيا الى اصابتها بمرض مزمن وقلق دائم وفوبيا يستعصي عليها حلها، انها هي السبب وربما عقليتها وما تفكر فيه دائما من امكانية سيطرتها على المنطقة وتريد استعادة مجدها العثماني وقيادة العالم الاسلامي، مما يحدو بها الى ان تجزع من مجرد اسم الكورد لكونهم في مقدمة ما يمنعهم ان يخوضوا ما يريدون خارج حدودهم بالراحة التامة، وانما كلما ارادوا تخطي عتبة حدود تركيا سياسيا اعادتهم القضية الكوردية الاولى في بلدهم الى حدودهم دون ان ينبسوا ببنت شفة او يفكروا يوما في الحل الجذري، الا انهم يتآكلون في داخلهم ويتراجعون امام الضغوطات الداخلية والخارجية في هذا الجانب .

انها دولة تدعي بالمساواة في قرارة نفسها وهي بعيدة عن تلك السمات الحداثوية وتفرض ما لا يستسيغه الكورد  والمكونات الاخرى عليهم سياسيا، ولا يمكن ان يحس الكورد بالمواطنة وفي داخله احساس بالاغتراب وعدم الامان وفقدان الدولة .

اما لماذا تعقّد الامر على تركيا اكثر من غيرها فله اسباب كثيرة ومنها:

*وجود العدد الاكبر من الكورد ضمن حدودها من جهة وتلمسها من وحدتهم الفكرية والعقيدية والايديولوجية اكثر من المناطق الاخرى ولازالت تركيا على اعتقاد بانهم نواة بناء الدولة الكوردستانة في المنطقة .

* لدى الكورد الموقع الاستراتجي الاهم في تركيا والمنطقة بشكل عام ويتوفر في جغرافيتهم الموراد الطبيعية والبشرية الاهم المطلوبة للحياة المدنية التقدمية وبناء كيان ذاتي رغم كل المؤثرات السلبية طوال قرن تقريبا على حياتهم وممارسة الدولة لكل الطرق والاساليب لتفرقهم وتشتت قواهم من اجل ان لا يبقوا وحدة واحدة، الا ان الوحدة الفكرية والعقيدية التي يتمتعون بها جعلت ان تذهب محاولات تركيا من هذا الجانب ادراج الرياح .

*الوضع الاجتماعي المتراصف وقوة وحدتهم وما يتميزون به من السمات والصفات المتميزة  الدافعة لهم في التقدم رغم عدم توفر الظروف الموضوعية، مما جعل ان يكون لتركيا مخاوف مستقبلية كبيرة اكثر من حاضرها وعدم الاستقرار الدائم والخوف من المستقبل وهذا من اهم الاسباب الذي يؤدي الى ان يصاب اي كيان بالفوبيا من اي موضوع كان وماذا ان كانت قضية معقدة شائكة يحس اصحابها بالغبن والاجحاف بحقهم .

*عدم اطمئنان تركيا سياسيا بشكل مما جعلت القضية الكوردية تقض مضجعها ينبع من انعدام خلافات كبيرة بين التنظيمات الكوردية السياسية كي تلعب عليها كما في الاجزاء الاخرى من كوردستان، مما يحسس هذا تركيا بان سواعدها معصوبة بالاصفاد من كل الجوانب .

*اصاب تعاملها مع الكورد بخيبة امل ذاتية كبيرة عندما اصطدمت بشروط اوربا في طلبها للانضمام اليها، وكان في مقدمها الديموقراطية وحقوق الاسنان ووضع الكورد كعامل اهم، فولدت هنا ايضا احساسا كبيرا بالخوف مما دفعت الى الاصابة بفوبيا الكورد.

و عليه يمكن الاعتقاد بان تركيا لها الاسباب الموجبة لاصابتها بفوبيا الكورد نتيجة ما تعيش فيه من الخوف الدائم والجزع مما تحسه، ومن ثم ما يتعارض الموجود كورديا مع طموحاتها الاكبر واحساسها الدائم من فقدانها لتلك القوة والثقل والهيمنة التي كانت تتمتع بها في تاريخها، وتعتقد بان الكورد وما يسببونه لها من الضعف الداخلي نتيجة مطالبتهم الحقة جعلها ان تعتقد بان قاعدتها السياسية واهم عامل لتحركها خارجيا هشة غير قابلة بان تكون دافعا للتقدم في تحقيق طموحاتها اكثر من حدودها، ولهذا فهي تعيش في تناقض سياسي دائم واحتارت ما بين ضمان وحدتها الداخلية او الاندفاع نحو الخارج من اجل ضمان تحركاتها اينما ارادت وكيفما فكرت .

وعليه، انها تعتقد كلما فكرت ودرست ما تريده من تحقيق الاهداف الستراتيجية لديها، فانها تصطدم بعامل وحيد اكبر من غيره وما يعتبره انه المعرقل الوحيد لديها وهو الكورد وقضيتهم، وعليه اصبح الكورد عقدة كبيرة  لما سببوا لها الفوبيا الدائمة .  

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم