أقلام حرة

المسؤول العراقي بين السابق وشبهات المال الحارق

akeel alabodتوطئة: أتذكره جيدا ذلك المسؤول الذي اقتطع ذات يوم حصة العقار الخاصة بأرضه، ليبيعها ثمنا لمدفنه، بعد ان اقتضت حاجته، وعوزه المادي اجراء ذلك.

وبعكسه، هؤلاء الذين يحترق المال في بطونهم كل يوم، ويشعرون بهمه، يحاولون احيانا الالتصاق بالماضي، الرجوع اليه على أساس اكتفائهم المادي آنذاك، واستخدام هذا الماضي، لابعاد أنفسهم عن الشبهات ولكن دون جدوى.

وما يثير الانتباه حقاً هو ان المسؤولين، أكثرهم، عند اجراء المقابلات معهم، يبالغون في وصف ماضيهم التجاري، هذا في حالة امتلاك احدهم لعقار، اوعقارين، فأي واحد منهم، اقصد هذا النمط من الناس، تراه يحرص على إظهار انه كان مليونيرا، ويذهب الى المبالغة باستعراض ممتلكاته، ومؤهلاته التجارية ايام زمان.

وهذه المبالغة بحجم الإمكانيات، قبل تسلم السلطة، انما تشير ومن ناحية منطقية، الى التحايل لإخفاء حجم ونسبة الأموال المسروقة، اوالتي تم الاستحواذ عليها إبان فترة الاشتغال بالسلطة.

والنسبة بحسب الدراسات الخاصة بعلم النفس، تتناسب طرديا مع المبالغ فيه، فإذا سمعت ان المسؤول الفلاني يبالغ بثروته قبل السلطة، اويتبجح بحجم امكانياته المالية في السابق،  فاعلم ان هذا المسؤول، انما يسعى للتغطية، اولإخفاء حجم المال المسروق إبان عهده بالسلطة، اي في الحاضر.

وطبعا ذلك معروف لدى المتخصصين بالدراسات النفسية، فالسارق يشعر بالضعف، أوالوهن، وعدم راحة البال في شخصيته، ويشعر ايضا بعدم الاستقرار، باعتبار ان هاجس، أوغريزة اللهاث وراء كميات اكبر من المال تستفزه،

ولذلك تراه يبحث عن مساحات جديدة يضيفها وينسبها اما الى ماضيه، أوماضي احد أفراد أسرته، ظنا منه انه بهذه الطريقة سيبعد الأنظار عنه.

لذلك هكذا نمط من الناس، وان كان في الظاهر يبدو متماسكا أنيقا صاحب نكته، لكنه بالحقيقة متهرئا، متوزعا، محترقا من الداخل، يبحث عن منافذ جديدة ليبتعد من خلالها الى واقع جديد يساعده بعض الشئ لإسعاف حالته المرضية المتدنية.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم