أقلام حرة

نبأ علي.. ليست بطالبة على الطريقة التقليدية

akeel alabodليست بطالبة على الطريقة التقليدية، فهي تمتلك من المواهب ما يميزها عن الاخرين، رغم انها تعيش ظروف وطن يحتاج الى رعاية في جميع الميادين.

سألتها عن مستقبلها the dream job، أجابت بلغة واثقة: مهندسة معمارية طبعا.

حاولت ان اتحدث معها بمساحات قد تفوق عمرها الذي لا يتجاوز السادسة عشر.

ما ان سألتها عن كيفية قضاء وقت الفراغ، حتى وجدت نفسي امام مجموعة تصاميم هندسية من تنفيذها، وتلك تحتاج الى خبير في الهندسة، للكشف عن مستوى المهارة التي تتمتع بها في الرسم الهندسي.

لم أكن من هواة الهندسة ذات يوم، رغم ان استاذنا الذي يلفب "مغيزل" كان يحبب لنا الدرس المذكور، عندما كنّا طلابا في الصف الخامس العلمي في مدينة جنوبية بائسة، يوم كانت الهندسة المجسمة لها صدى في الدراسة بين الأوساط الطلابية.

 كان مدرس المادة يمتلك من القدرة التدريسية، والمؤهلات ما يجعله متفوقا على اقرانه في الإعدادية المركزية في بغداد آنذاك.

اليوم وانا أتأمل في رسوم NABA، اجد ان هنالك تداخلا في الواجهة الأمامية من العمارة، مع عمق التصميم، بحيث كما يبدو ان هنالك اختصارا جغرافيا، يزين المساحة الهندسية، يطرزها بإطلالة تفتح الطريق امام الناظر، ليجد نفسه امام واجهة اخرى.

 وهذا النمط من التصاميم، يعد موضوعا أساسيا من مواضيع the art of appreciation الذي درسته في احدى كليات أمريكا، حيث يتعلم الطالب فيه معنى التصميم الهندسي، وعلاقته بالفن.

 هذه المادة كنّا ندرس فيها عن لوحات مايكل أنجلو، وبيكاسو، وروفائيل، ذلك ضمن تصنيف المدارس الفنية المتعددة، كالتكعيبية، والانطباعية، والسريالية، والرومانسية، وغيرها، حيث من جملة ما تعلمناه، هو ان التصميم الناجح، يمتاز بقدرة انفتاحه على الفضاء، الذي يستغل فيه المصمم المساحات الصغيرة، لإظهار ابعادا كبيرة.

 فالمساحة الجمالية، هي التي تمنح الناظر،اوتضيف اليه ابعادا خيالية؛ انفتاحات تكاد ان تكون أوسع من المكان الذي    هي عليه في الواقع.

هكذا رحت متسائلا عن طريقة ما، اشجع فيها صاحبة هذه الموهبة، التي بفطرتها الناتجة عن قراءات متعددة، مخزونة في العقل الباطن، استطاعت ان تبتكر هكذا نوع من الرسوم.

العطلة الصيفية بالنسبة اليها، قد اوشكت على الانتهاء، وسوف تستكمل امكانياتها العلمية بعد أسابيع، رغم انها لم تصل بعد الى الصف السادس العلمي، هكذا عرفت منها. 

فالمشوار كما يبدو، انه ما زال بانتظار سنة دراسية اخرى،  لكي تذهب هذه المبدعة، بدرجاتها العالية الى الجامعة، خاصة بعد ان احرزت مرتبة التفوق، كونها من الأوائل.

ولكن ثمة مشاعر، تحول دون شعورها بالفرح، ذلك هو خوف يساورها كما زميلاتها المتفوقات. 

ما يشغلها هو ان تعيين المهندسين، يدخل ايضا في سجل الأزمة، أسوة بباقي الطلبة الذين لم يحصلوا على فرصة تحقيق ما يصبون اليه.

فالتعيين فرصته فقط كما تنقل لي NABA هو للأطباء، وقسم التمريض، وهذا معناه ان العراق ليس بلد بناء، انما بلد استهلاك، هكذا رحت مواسيا لمهندسة استطاعت ان تتزود من العلم، قبل وصولها الى الجامعة. 

هنا، أقول مناشدا وزارتي التربية، والتعليم العالي، انه مثل هذه الطاقات لو كانت في دولة اجنبية، لحققت لبلدها إنجازات علمية هائلة، ولامضت مسيرتها العلمية في سجلات المبدعين. 

ترى، والسؤال كعادته يتكرر، هل هنالك خطة علمية  لتشجيع المتميزين من قبل الوزارات المسؤولة؟!

 

عقيل العبود/ ساندياكو   

 

 

في المثقف اليوم