أقلام حرة

الفرق بين السياسي العراقي الحالي والعالم

akeel alabodنظر العالم الى مائدة الطعام التي تم اعدادها له في بيت احد المتحدثين عن تيار، اوكتلة الجهة الفلانية، فانصرف معتذرا، بعد ان انتابته نوبة عدم ارتياح. لذلك سألني ان اكتب بضع كلمات، حتى وان كانت على عجالة، لعلها تسلط الضوء، ولو بطريقة غير مفصلة عن حياة البذخ التي يتنعم بها هذا الفريق من الناس، ويقصد ساسة العراق الحاليين، "الا عُبَّاد الله المخلصين"؛ يعني الا نَفَر قليل منهم.

هنا للإشارة، قررت ان أشير منوها عن الفرق بين الاثنين بناء على العناوين التالية: طبيعة الكلام، المظهر، المنصب والمال والجاه، الشهرة، إلانا؛ الكراهية والمحبة، الحرص على الحياة:

في الكلام:

العالم بطئ الكلام، فهو يفكر ماذا يفعل، وكيف سيفعل، وماذا يترتب على فعله، اما السياسي فانه يبحث عن طريقة ينمق فيها الكلام، اي كيف يقول الناس عنه انه متحدث جيد.

في المظهر:

العالم لا يهمه من المظهر شئ يذكر، ما يهمه هو ان يحقق ما في عقله، اما السياسي فانه يفكر بطريقة يجذب فيها المتلقي الى مظهره الخارجي- بدلته، وياقة قميصه، وملامح وجهه، وكيف يصمت، وكيف يتحدث، وكيف يبعد الاتهام عن نفسه.

في المنصب:

العالم لا يشغله المال، ولا المنصب، فهو دائما تراه حريصا على تحقيق انجازه العلمي، متصارعا، متزاحما مع الزمن، اما السياسي، فشغله الشاغل، هو البحث عن طريقة لتوسيع رقعتي المال، والجاه من خلال منصبه وعلى حساب الوطن والنَّاس.

في الشهرة:

العالم حريص على ان يكون خلف الاضواء، أما السياسي فتراه حريصا على ان تسلط الاضواء عليه.

الكراهية والمحبة

وهو من أطول الموضوعات حيث ان هنالك أمثلة عدة:

العالم لا يحب الحديث عن نفسه، انما يحب ان يتحدث عن فكرته العلمية. اما السياسي فلا يهمه الا الحديث عن نفسه اوعن حزبه.

وكذلك ايضا العالم لا يحب الأطعمة الفاخرة، بل انه يكتفي بقليل من الطعام، اما السياسي فيهمه ما تشتهيه بطنه.

وكذلك من باب التفصيل، فان العالم لا يهمه ما يقال عنه، فما يهمه هو ان تصل منفعة إنجازاته العلمية الى الناس، اما السياسي فانه يترقب بحرص ما يقال عنه.

وأخيرا، العالم لا يهمه فخامة المسكن، والملبس، ما يهمه فقط مساحة انجازه، اما السياسي فحرصه على الفخامة بكل أنواعها يكاد ان يكون قاتلا بالنسبة اليه.

الحرص على الحياة

وأخيرا، اي في خاتمة الكلام، فان العالم لا يحتاج الى حمايات، اومرافقين، فهو لا يفكر الا بحماية انجازه العلمي من السرقة، اما السياسي فانه على استعداد ان يبيع ضميره، ووطنه من اجل حماية نفسه وماله من التلف والضياع.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم