أقلام حرة

الناصرية تودع المسافرين والزوار الى مثواهم الأخير عبر سيطرة فدك

akeel alabodتخيل نفسك وانت تجلس مع عائلتك في مطعم استراحة على الطريق، بعد اداء مراسيم زيارتك المقدسة الى الأئمة الاطهار في النجف وكربلاء، وفجأة، وعلى حين غرة يقتحم ذلك المكان مسلحون يرتدون زي العسكر، يمسكون ببنادق متطورة الصنع، يأمرون الجميع بالتجمع، على طريقة سبايكر، وهنالك بدم بارد ينهالون علىيهم بالرصاص، وبطريقة مرعبة؛ تتساقط أشلاءهم، الدماء كما لو انها سيل من ينابيع مائية ساخنة يملأها الدم، وبينهم صيحات الأطفال، والنساء.

القسم المتبقي خوفا يزحف عند قارعة الطريق، المكان لم يسلم، برهة محسوبة من الزمان، حتى يتم سماع دوي انفجار عجلات تم التخطيط لتفخيخها بطريقة متقنة.

حينئذ، الجمع الذي سلم من موت البنادق، تسقطه شظايا المفخخات صريعا اوجريحا، العدد يقال انه بين المئة والمئتين.   

مكان الجريمة قرب سيطرة فدك، القريبة من منطقة البطحاء، المجرم، كما يقال يحمل بحسب بصمات الجريمة تلك التي رائحتها مصنوعة وفقا لجيفة، اسمها داعش.

تداعيات الحادث- المستشفى الكائن في الناصرية،  مكان غير ملائم لاستقبال الجرحى وتضميدهم، والتزامن كما يقال انه قبل يوم، "محافظ الناصرية، اوشيخها الكبير" يُستقبل العبادي مرافقا إياه في زيارة الى منطقة الاهوار.

مكان السيطرة الكبرى التي تعد بوابة الدخول الى مدينة الفرات، تنقصها كاميرات واجهزة المراقبة.

المسؤولون الحكوميون، بعضهم مشغول بإرضاء مسعود بموضوع عرضي اسمه الاستفتاء الكوردستان---ي. الكتل، اصحاب الفخامة والسلطان،  فيها يعد نفسه ليكون جديرا بحسب مظاهر البهرجة الفاسدة، والتضليل الإعلامي الى الانتخابات.

عامة الناس مشغول أكثرهم بحكاية ما يتم الترويج اليه هذه الأيام، من توزيع الاعانات، والحقوق الإضافية، أوما يسمى المخصصات، ذلك بحسب دعايات الاثرياء والمتنفذين من اصحاب الكتل، والأحزاب التابعة.

البعض من المثقفين الذين اتخذوا العزلة طريقا لإعلان التمرد على الحكومة الحالية يندد بالمحافظ والاجهزة الأمنية، ويستنكر الحادث الاجرامي بشدة، مطالبا حكومة العبادي بإنشاء محطات مراقبة، وتعزيز الجهاز المخابراتي للقوات الأمنية، وإقالة محافظ الناصرية، ومدير الشرطة، والاجهزة الأمنية في المحافظة، مع الحرص على اعلان الحداد على ارواح الضحايا.

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم