أقلام حرة

لماذا يعارضون مساعي كوردستان الى الاستقلال؟

emad aliهناك التاريخ والجغرافيا والمقومات الاساسية لبناء الدولة الكوردستانية ، ويعلم المعادون قبل المتصالحون مسبقا ان الموافقة على الاستقلال  والادلاء بنعم للاستقلال هو الذي يحصد النسبة الكبيرة جدا في عملية الاستفتاء المزمع اجراءها في كوردستان، وهذا دليل قاطع على احقية الشعب الكوردي فيما يؤمن ويهدف ويعلم به الجميع . ولكن الممانعة والمعارضة هي التي تبني مواقفها بناءا على مصالح سياسية واقتصادية فقط على الرغم من معرفتهم جميعا بانهم يغدرون الكورد بهذه المصالح منذ حوالي قرن تقريبا .

لكل منهم رايه النابع من منظوره وتحليلاته وتوقعاته واهدافه وما يهم مستقبله فقط، دون مراعاة لما يهم الاخر وما هو لمصلحته ولو بنسبة قليلة جدا .

بالنسبة الى الدول العالمية المؤثرة على مسار السياسات العالمية، فانهم يصرون على بقاء الحال على ماهي عليه  من استدماة الظلم الملحق بالقومية الكوردية وبكوردستان، وان تكلم بعض منهم على تاجيل الاستفتاء  وليس الغائه، ولكنهم سيغيرون رايهم ان علموا بان الابقاء على الحال هو من مصلحتهم ولو لقرن اخر كما هو المعتقد لدى الجميع، ويحاولون بشتى الطرق والوسائل السياسية على منع الكورد من الاستقلال لانهم:

1-انهم قسموا ورسموا الحدود ولم يضعوا بديلا مناسبا لما خططوا له وبنوا له هم ولم تكن لشعوب المنطقة فيه يد، الا بعد ان لمسوا بان التغييرات التي اجريت في المنطقة من الجوانب المتعددة لا تسير لصالحهم، ويحاولون بتخطيطاتهم ان يديموا من امرهم بشكل واخر، وعليه عندما ضمنوا بقاء وصول احتياجاتهم اقتصاديا دون انقطاع طوال القرن الماضي الا فقترات قليلة مرت عليهم بصعوبة من جانب، وكانت لهم اليد الطولى فيما سيطروا على القرارات المهمة لدول المنطقة ولم يدعوا حرية القرار بيد السلطات، بل جاءت السلطات لهذه الدول من اختيار الغرف المخابراتية المظلمة لهؤلاء من جانب اخر، ولم يدعوا بعض الحروب ان تطول لو فكروا  واعتقدوا بانها ستكون ضد مصلحتهم بينما امدوا في مسار وزمن الحروب  الاخرى دون اية رحمة بالضحايا لو لم تكن ضد مصالحهم او في حال كانت اطالتها في مصلحتهم تعمدوا في ذلك، كما كان حال الحرب العراقية الايرانية طوال ثمان سنوات متتالية وبعض حروب اسرائيل لم تطول اكثر من ساعات وحتى بضعة ايام في اطولهان واليوم كما يظهر من الامر سوف يضعون ما يمكن ان تستقر عليه المنطقة كيفما كان وا لاهم هو الابقاء لقرن اخر بشرط ان تصل اليهم الامدادات الضرورية وتبقى سيطرتهم على المنطقة مضمونة، غير ابهين بالحقوق ولا بما الحقت من الاضرار بكثير من شعوب المنطقة . 

2- يعلمون بانه اُلحق كورد بالدولة العراقية كما بالدول الاخرى قسرا وبرغبة الاستعمار وتوافق القوى نتيجة استغلالهم لما كانوا هم عليه واستمدوا قوتهم لتنفيذ اتفاقياتهم  ومقرراتهم من ضعف ثقل الكورد وموقعه وما يمسه، وهذا ما ادى الى استمرار المشاكل المتوقعة هنا، وهي من فعل ايي هؤلاء من اجل بقائهم  هم على تواصلهم من السيطرة على المنطقة بضمان مصالحهم مستندين على الخلافات الدائمة  ومستغلينها بهذه الطريقة اللعينة، والا هل من المعقول ان تلحق امة مترابطة وصاحبة مقومات وسمات مشتركة على ارضية خاصة بها  باربع دول غدرا .

3- فعلتهم هذه مكنتهم على ان يبقوا على تمسكهم بذيل هذه الدول والاهم  السلطة فيها ايضا ، من خلال استغلال الموجود والعمل على نفاذ اتفاقياتهم طوال هذه العقود من اجل ضمان ما هدفوا اليه طول هذه الفترة المتواصلة دون النظر الى ما يهم شعوب المنطقة في لحظة ما.

4- ضمنوا وصول امدادات الثروات الموجودة في هذه المنطقة اليهم بما تفيدهم اقتصاديا وماليا وبالشكل والنسبة والسعر الذي يكون لصالحهم ودون ان يؤثر على مسار النمو الاقتصادي لبلدانهم طوال هذه السنين، واعادوا ما اصدروها الى المنطقة بثمن بخس وباستغلال الخلافات والتخلف الموجود .

كانت الدولة الاستعمارية المعنية في حينه بريطانيا اولا ومن ثم فرنسا وايطاليا بدرجة واخرى، اما اليوم فان امريكا تريد ان تفرض ما تهمها بالتنسيق مع خصمها وعدوها بالامس واصبحت بريطانيا وفرنسا في نهاية المسار لمثل هذه المخططات تقريبا وانها تريد ان تنفذ ما تريد من طريق امريكا وافعالها، اي دونتدخلها بشكل مباشر وان كانت مخابراتها فعالة وافعالها اليوم سرية اكثر من ما كانت عليه من قبل .

اما معارضة الدول الاربع التي الحقت بهم الكورد في المنطقة، فانهم يختلفون من جوانب متعددة عن تلك الدول، على الرغم من المواقف والاراء الصادرة منهم   تودي الى المسار والنبع ذاتها، وهؤلاء يمكن ان نحدد اختلافاتهم عن الدول الاستعمارية من خلال ما يتسمون به:

1- ان السلطات المركزية لهذه الدول هي نتاج عقليان وحجم وتةجهات القوميات السائدة التي لا تعترف بما يهم ويحق للقومية الاخرى من اي جانب سياسيا كان ام اقتصاديا ام ثقافيا واجتماعيا ايضا . انهم من نتاج الثقافة والتاريخ والمعرفة ذاتها باختلاف بسيط بين هذا وذاك فقط .

2- هؤلاء يتعاملون مع الواقع بمنطق القوة فقط نتيجة ما هم عليه وما يبنون عليه حياتهم وتعاملهم المختلف الشكل سواء داخل الاسرة او المجتمع او التنظيمات التي ينتمون اليها، والعقائد والايديولوجيا والمناهج التي يعتمدون لم تخرج من الافرازات التي انتجتها ثقافة وتاريخ الحروب والفتوحات وما برز منها من الجوانب كافة .

3- انهم دول غير ديموقراطية لازالت تبني سياساتها على ما تؤمن به دون مراعات الاخر ، وو تبني مواقفها بناءا على ما يهمها فقط من بقاء سطوتها وسيادتها على حساب معيشة الشعوب المنتمية الى الاطار التي رسمت لهم عنوة .

4- لم يعتبروا لتلك البلدان التي تحوي القضايا ذاتها مثل بريطاينا وتعاملها مع اسكتلندا وايرلندا، واسبانيا مع كتلونا، وكندا مع الكيبك، وغيرهم من الدول . ومنهم من الشعوب التي رفضت الاستقلال من خلال استفتاءات مماثلة بطلاقة حريتهم وعظمة لسانهم .

5- لم نجد اليوم موقفا ازاء الاستفتاء المزمع اجراءه في كوردستان، والذي يمكن ان نعتقد مبني على المتغيرت والمستجدات في المنطقة من قبل الحكومة المركزية المسماة بالفدرالية التي يمكن ان نستدل من هذا بانهم لا يمكن ان يتفاعلوا مع القضية بخطوة متقدمة من ما يمكن ان يقنعوا به الكورد على التراجع، وكل ما نسمع رسميا ومن حتى المحسوبين على المثقفين بالتهديد والوعيد وما ينبع من عقليتهم وتاريخهم المبني على الغزوات والعقل الضيق الافق  والعقيدة الصحراوية البعيدة عن المدنية، ولم نجد اي تعامل مع الموضوع وفقا لكل صاحب حق حقه، لا بل ما نراه لا يمكن ان نميزه عن ما كان تدعيه الدكتاتورية في الظروف المختلفة التي مر بها الكورد في حينه .

اننا نقول لو كان العداء لعملية الاستفتاء من قبل دول الجوار ياتي خوفا وخشية من ما تؤول اليه اوضاعهم بعد عملية الاستفتاء واعلان الاستقلال وهم ايضا لديهم القضية ذاتها ويمكن ان نقول لهم الحق فيما يذهبون اليه، لانهم لم يصلوا الى حال لا يمكن ان يتراجع فيه الكورد عن هدفه، اما السلطة المركزية العراقية سوف تخطا لو عمدت على التعامل مع ما يجري بعقليتهم او وفق عقلية قديمة جديدة وبخلفية عقيدية عرقية دينية مذهبية .ان ابسط الطرق واسهلها وانفعها هي التي تبنى على التوجهات والافكار والفلسفات الانسانية البعيدة عن المؤثرات الثانوية الاخرى .

ان ما عملت عليه بعض المقاطعات والدول والاقاليم ولم تصل الى الاهداف، لم تكن نتيجة استخدام القوةضدهم  بدلا من التفاهم والاصلاح والتقدم خطوات في توفير وضمان الحقوق، لا وانما الرد كان انسانيا ولم يندفعوا الى استخدام القوة والا ستعاد الكرة مرات ولا يصح  الا الصحيح بذاته في نهاية الامر، ولا يمكن ان يطول الامر من اجحاف جانب بحق  الاخر الى النهاية مهما طال به الزمن وانما الاهم هو تجنب اهدار الدم وسفك دم الانسان للانسان بدوافع مصلحية حياتية يمكن حلها بالحوار والتفاهم والاعتراف بما هو الحق ومن هو المحق وان كان الاستقلال هو الحل، فهذا ما اعتمدت عليه تلك الدول المقتمدمة وما جرى فيهم من الامور المماثلة لما يجري اليوم في كوردستان والعراق

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم