أقلام حرة

هل المصلحة تنقض الديموقراطية وحق تقرير المصير

emad aliان ما تطلب به كوردستان من اقرار حق تقرير مصيرها، لا يعادي احدا وهو جوهر تطبيق عملية بناء الديموقراطية والمفاهيم التي تدعيها تلك الدول التي تصرخ يوميا بان هذه الحقوق قد خرقت ولابد ان من وقف مسببيه في مكانهم! واليوم يقفون هم ضد احد اركان الديموقراطية وحرية الشعوب المبني على بناء الكيان الخاص للشعب الذي ناضل طويلا من اجل حلمه، واجحف بحقه المصلحيون وبقي طوال قرن يعاني بغير حق ظلما وغدرا جراء ما فعلته ايادي الاستعمار الظالمين البعيدين عن كل ما يدعونه ويفعلون بطرق مناقضة تماما ومعادية لكل ما يهم الانسان . اين الديموقراطية والحرية وحق تقرير المصير المثبت في ميثاق الامم المتحدة كحق شرعي للشعوب، اين تلك المفاهيم الانسانية التي ينادون بها يوميا تضليلا امام احق قضية في العالم، اين من يقف وراء الحريات وضمان معيشة الانسان وتامين متطلباته وضروراته. اين واين واين، اننا نرى العكس في ظل ما نحن فيه ونتيجة لكل هذه المواقف التي ابدتها هذه الدول والمنظمات العالمية ضد حق من الحقوق الطبيعية لشعب لا ينكرون مظلوميته وانما يضعون مضالحهم فوق الجميع .

اننا نسال اين تقف الديموقراطية والحرية والعيش بسلام امام المصالح العالمية التي تقف هي ضد ما تدعيه، وهل تقف المصالح امام كل تلك المفاهيم النظرية التي لا تسير خطوة جراء العراقيل التي تسببها هذه المصالح، ولماذا لم يعلنوا عن هذه العقبات والشروط التي يجب ان تتوفر كي يتوجه اي شعب محق لتحقيق امنياته واهدافه وحقوقه .

ومن المتعحب ان تتدخل منطمة عالمية تعتبر نفسها ممثلة للعالم ضد تطلعات شعب غدر به في الوقت الذي لم تنبس ببنت شفة عندما تعرض هذا الشعب لافتك الاسلحة ودمرت بناه التحية وجرفت قراه واُنفلت عشرات الالاف من ابناءه، الم يخجل من يقف وراء هذا الذي يسمى النظام العالمي امام كل هذه التناقضات، فهل من المعقول ان تقف الراسمالية العالمية التي تدعي ليل نهار الحرية والديموقراطية وانتقدت اليسار بانه ضد حرية الفرد والشعوب، بان تقف هي اليوم من القضية الاهم في العالم لشعب معلوم تاريخه بهذا الموقف الهزيل اللانساني من اجل مصالحها فقط ومن يقفون ورائها .

لقد اتخذت كوردستان قرارها ولا يمكن التراجع عنه مهما حدث، والا يمكن هؤلاء اصحاب القوة اللانسانية المغرضة ان يعيدوا التاريخ ويظلموا بشعب عانى طوال هذه المدة ويغدرون به، وبه يقعون هم في موقف لا يمكن ان يتوافق مع العصر والشعارات التي يحملونها للانسانية وشعوب العالم المغدورة . فانهم امام موقفين لا ثالث لهما، اما يعيدون ما اقدموا عليه قبل قرن ويضربوا كل اداعاءاتهم طوال عصر التمدن والحداثة عرض الحائط او يقفون مع الحق بعيدا عن المصالح الضيقة التي تقف ضد مصلحة وحرية هذه الشعوب المظلومة وبه يكشفون زيف اداعاءاتهم وشعارات المضللة .

فان كانت المصلحة قبل اليموقراطية والحرية والشعارات الانسانية، لماذا لم يتكلموا عنها ولم يدعوها في قراراتهم وفي بلدانهم قبل ان يصروا عليها في اماكن اخرى . اننا نتسائل هل من الانسانية ان يكون احد الشعوب ضحية للاخرين كي يعيشوا بحرية ورخاء وسلام، وهو يضحي طوال مئة عام من اجل نيل حقوقه، فهل يمكن ان تُبنى سعادة شعب على حساب سعادة ومظلومية الاخرين.

فان كان كلامي عاطفيا، لابد ان نتكلم قانونيا؛ فبقوانيكم انتم يمكن ان ندينكم، انتم من قررتم حرية الشعوب في تقرير مصيره، والان بجمعكم الغفير وما تتبنونه من غير ما اقررتموه انتم, تقفون ضد امنية وحق مشروع لا غبار عليه قانونيا وبقوانينكم الراسمالية التي تبنيتموها لشعب انتم تسببتم في غدره .

اذن نقول الحرية والدموقراطية وحقوق الانسان والشعارات البراقة الاخرى لاشيء امام مصلحة ضغيرة لدولة راسمالية عالمية وهي لا تتتخذ موقفا الا بناءا على ما يهمها وتدعي كذبا ما يهم العصر من الشعارات الانسانيةن ويجب ان يعترف به الجميع . فان الشعب الكوردستاني اتخذ قراره ولم يلتفت الى ادعاءاتكم وكذبكم وستلجؤون اليه عندما تطلب مصلحتكم ذلك، وهذه سُنة الحياة ومجرى التاريخ وما يتخلله، ولا يمكن ان يصح في النهاية الا الصحيح مهما طال الغدر والتضليل كما حصل للكورد في تاريخه، وسيكون عندئذ لنا كشعب كوردستانية مواقف تناسب ما يحصل وسيكون لكل حادث حديث . 

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم