أقلام حرة

الجيش الابيض شوكة حسينية في العيون

haidar ashorاجزع ايها الجرح واصمت أيها الفم، ها هو (الجيش الابيض) يبتكر الرعب ليذهل ويرجف القلوب، حتى ملا صدى صوته كل اركان التاريخ وعوالم الوجود، وأيقظوا الضمائر، واثبتوا ان شهادتك لم تكن مجرد فاجعة، بل عبرة وحكمة ووجود ونهضة وثورة، وان دمك الطاهر الذي ملأ كربلاء، لم يكن إلا بحرا عظيما صبت به روافد الشموخ وأمسى وأصبح منهلا للمعرفة ومحاربة الظلم والفساد... جيشك الابيض سيدي.. بدأ بصرختك (هيهات منّا الذِّلَّة) ليجدد العهد والولاء، ويستأنف المسير لكسر طوق السجال الفارغ، فمزق كل دعاية ووثيقة لتهذيب شعائرك، والظلامات والحجج والاسترحام،وأوصد بقوة اليقين الابواب على الواشين والمشككين ،وحطم بصوته كل باغ ومرتد عن عشقك، واثبت بأنك سر الوجود والوتر الموتور وعزيز رب العالمين الذي قيل فيه (احب الله من احب حسينا)... جيشك الابيض مولاي قالها بكلمة سريعة تتقدم ناشرة كل القلوع في الساعة التي قتلت، والساعة التي حتما ستقتل، فكان كل نداء موجه، وكل موجة منه كفن، والأبيض يغطي كل شيء بأجساده البيض، والنور بثقله حولهم باسمك ظللهم بكبرياء، وعظمة، ورهبة وهم يحطمون القيود، والتهذيبات ويكممون الافواه بصرخة (حيدره)، ويتقدم كالغابة من بياض بأسلحة بيضاء يموجون كالبحر، ويسبحون في بحر عنونك باتجاه ضريحك ما لهم من امنية سوى الاستجداء من عطرك وألسنتهم تترنم باسمك، حتى جزع الجرح، وما يجري عليه ليس انت بل صورة من جميل جمالك... (اجزع ايها الجرح واصمت ايها الفم).... يا ساعة الدم .. يا صباح عاشوراء.. يا ثار الله... يبقى الجرح بالغ، يولد كل فجر من قطرة دمك الهائلة، فيها يتمرأى العالم أمامها برهبة، ويصرخ يا ثار الله العظيم، فمن يعرفك ولم يغترف من بئر غديرك غرفة، لم تورق تربة روحه ولم تزهر، فأبطل الابطال عاجز عن بلوغ قمة مجدك، وأمهات العلم قاصرة عن الوصول الى شموخ علمك ومعرفتك، حقيقة غير قابلة للانقسام في ميزان الجفون وميزان اللسان، صوت يتوحد بكلمة جيش ابيض باستمرار ويكرر نفسه صوت كل عام...

 

 

في المثقف اليوم