أقلام حرة

الكوردوفوبيا لدى بعض العراقيين

emad ali2هل هي سمة جوهرية كامنة في نفوس البعض ام مرض نفسي او عدم المعرفة بحقوق الاخر والجهل بالحقيقة والتاريخ ام صفة يتميز بها البعض وما يتلذذ به من معاداة الاخر من اجل اثبات الذات . او بالاحرى يمكن ان نقول ان بعض المنهم على حال لا يشعر الا بالانعزال وهو سائر مع مجموعة لا تحس بالراحة النفسية الا بمعاداة الاخر وهو يعيش في حال يحس بالاغتراب وهو يعيش على ارض بلده، اوما يدفعه الى الاحساس بهكذا حال هو عدم وجود العوامل التي يمكن ان يقتنع بها على انها هي التي تدفعه الى  التعود على الوحدة الذاتية الا بالوقوف ضد امال وتطلعات واهداف الاخر مهما ان محقا.

هذا ما نراه اليوم في العراق وما فيه من العلل ليس بقليل الاان سياسييه لم يلتفتوا الى معاناة الشعب الاقتصادية والفساد المستشري والصراعات والتبعية لحد العمالة لدى البعض من اجل المصالح الشخصية الحزبية الضيقة، ووجد الموتورون من السياسيين ومن استبعد عن كرسيه بلكمة كوردية والظروف العراقية الذاتية التي يمكن ان يحقق ما ينتظره طامحا في الانتقام مهما كان على حساب الشعب الكوردي والعربي في العراق الجديد .

لا يمكن ان نصف هذا العداء للكورد الذي برز هو ضد الاستقلال لوحده ونابع من احساس الجميع بانه عمل خاطيء وليس من مصلحة الشعب العراقي كما يدعون بل شعور مرضي متاورث مضمور كامن في هؤلاء عداءا للشعب الكوردي قد زرعه الانظمة السابقة في كيان الفرد العربي العراقي واصبح في لاشعوره كخلية نائمة تستنهض متى ما احست بان الجو ملائم دون ان يحس به صاحبه، والا هل من المعقول بان يدعي البعض ان الاستقلال الكوردستاني من مصلحة العراق قبل كوردستان وينقلب بين ليلة وضحاها الى تخوين من توجه الى صناديق الاقتراع لتحقيق اماني الشعب الكوردي، ام انه ليس الا لعبة بيد السياسة السطحية البعيدة عن كل مبدا ومنفذ لاوامر الشيوخ وهو مستلقي على اعتاب ابوابم يستنجد بهم، ولا يعلم بانه يقع في الفخ يوم لا يفيد الندم .

يمكن الجزم بان هؤلاء ليسوا اصحاء وفقدوا الكثير من عوامل اتباع العقلانية في حتى حياتهم الخاصة، اي مرضى بما يعتقدون الوقوف ضد طموحات الاخر من اجل توفير الراحة النفسية للذات، وهذا فوبيا بذاتها وهذا م يفرض عليهم موقفا يعتقدون بانه يجب ان تكون لها نقطة انطلاق او مركز يستندون اليه لتشفي غليلهم المريض بالشك والحقد واليوم لم يجدوا افضل من الكورد وقضيته و ما اقدموا عليه سببا ليكشفوا لنا ما يشفي غليلهم، هذه هي الكوردوفوبيا . ان النظرة النابعة من عقلية الناظر المريض وما تعمقت في داخله نتيجة تراكمات كثيرة منها اخلاقية تربوية او سياسية اجتماعية عامة توارثها بناءا على ما عاشها في حياته، يدعنا ان نتاكد من بناء التوجه على فكر اساسه الشك دائما وهذا ما يحدث اليوم عند الكثيرين من العرب العراقيين . ان ابعدنا السياسة السطحية المبنية على كسب الشارع من اجل الانتخابات التي اصبحت علة بدلا ان تكون وسيلة للامان والحرية والديموقراطية والحكم الرشيد، واستغلها الكثيرون من اجل اهداف ونوايا خاصة ومنها مريضة لحد الفوبيا من المواضيع الكثيرة ومنها القضية الكوردية بالذات . لم يزح الفكر البعثي والتعصب القومي المتطرف والتعصب في عقلية البعض، ولازال يتمسك بها ويطفى الى السطح كلما ظهر ما يدفعه الى الظهور على حقيقته او ما كان يتصف به سرا واستوجب الامر لاعلانه على الملأ .

يجب دراسة الامر لبيان التقصير ومكامنه واسبابه ولماذا زرع هذا الخوف والشك عند البعض، هل مرض متوارث ام نتيجة التواصل الحكومي في تكرار الامر واظهار الموضوع على انه يدعوا الى التخوف وما توالى الادعاءات الصادرة من السلطات العراقية المتتالية واصبح مرضا مزمنا ولم يعد ان يُمسح من الذاكرة ولعله اصبح مرضا قاتلا له اعراض كثيرة لدى هؤلاء الذين اصيبوا بها رغم ادعاء العكس عند حالات ضعفهم، كما هو حال الكثيرين ومنهم المالكي كشخص عندما كان في حضن القيادة الكوردستانية واستنجد واستجدى وتشبث بها واليوم بمجرد حدوث خلافه الشخصي اظهر مافيه شخصيا كيانا وفكرا وتوجها من ما هو مصاب به من الكوردوفوبيا مدعيا العكس والعديد من الحجج للتغطية عليها . حتى انه لم يتذكر الفضل الكوردي الذي انقذه وقدم له الكثير عندما هرب وشرد ولم يجد جحرا ياويه في حينه . ام هناك ارضية عراقية دائمة للتمسك بالتشدد والتطرف ازاء الكثير من القضايا ومنها الكوردية التي برزت وهم لا يريدون لها الوصول الى نهايتها وتحقيق اصحابها ما يستحقون .

يبقى لنا ان نقول ان الطبقة والمجموعة الاكثر حكمة وتعقلا وبعيدة عن كل اعراض الاصابة باي فوبيا يمكن ان يتعاملوا مع القضية التي اصبحت فوبيا لدى الاخرين ليقطعوا الطريق امام المرضى في تحقيق مرامهم على حساب مستقبل الكورد والشعب العربي العراقي ايضا، ويمنعوا من تحقيق هدفهم في ان يدفعوا الى سكب الدماء الاكثر نتيجة مرضهم وعُقدهم .

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم