أقلام حرة

ما هو بيت الله؟

akeel alabodتبين له الى حد اليقين، ان من يقرأ الدعاء اليومي، والآذان ويقيم الصلاة، ويمسك بالمنير، حضور المسجد بالنسبة اليه، من قبيل البزنز business، هو لا يفهم من الدين الا هذه الأدوات التي ملاكها المسبحة، وترديد الصلوات، وتكرار الأحاديث المروية عن الائمة، والعمل على شاكلة هذا حرام، وذاك حلال.

فالمكان هذا الذي دائما يدعو الناس اليه، مع القائمين على ادارته، على انه بيت الله، هو لا يقصده، الا لأنه لم بجد منفذا اخر غيره، فهو من خلاله يتقاضى راتبه، أسوة بمن معه، كل بحسب 'اختصاصه'؛ فالخطيب، والمنظف، والمشرف على جمع التبرعات، وهكذا، ما يجعلهم جميعا امام منافسات تصل الى المشاحنات، حال وجود منافس اخر.   

البعض من نساء العاملين، لا يفوتهن نصيب من هذه الشركة الصغيرة، فالملاية مثلا، هذه التي تدير قراءة المجلس النسائي لها حصة، 'وخادمة بيت الله' المنظفة التي يتم تعيينها بحسب نظام الواسطة، كذلك، وبائعة الملابس، وهكذا.

الواجهة على  جدرانها الأمامية كتب اسم احد الأئمة، بغية الإيحاء للآخرين ببركاته، ما يذكرني بطريقة الإعلام التجاري ايام كانت تسمية ذاك الفندق، اوالمطعم بأسماء تشير في مدلولاتها الى الخير، والمحبة، بغية السيطرة على مشاعر العدد الأكبر من الزبائن، بينما هي بعكس ذلك، فيسمى ذلك الفندق، بفندق السعادة مثلا، وعندما يقصده الزائر يجد انه يفتقد الى أدنى انواع الخدمات، ويتم تسمية المطعم الفلاني، بإسم مطعم الإيمان، وبعدها يتم مفاجاة الزبون، بان الطعام الذي تم تناوله، كان قد تم استعمال السمن، واللحم المغشوش فيه.

اليوم، صاحبي الذي أعد العدة لأن يكون محاضرا اكاديميا في ذلك المسجد، من باب زكاة العلم إنفاقه، وجد نفسه امام معركة، واستفزازات، تكاد ان تكون على نمط تلك الصراعات، ايام نظام حزب البعث، والاتحاد الوطني، يوم كان طالبا في المتوسطة، والإعدادية، عندما كانت استمارات حزب البعث تهدد الجميع بمساومة الانتماء، اوالسجن.

حيث بحسب الشروط، انه اذا لم يكن الخطاب الذي يتلوه ذاك الداعية، اوالخطيب مطابقا لما يملى عليه، يحجب عن الكلام، بل يصل الامر الى محاربة أفكاره. 

المهم، صاحبي سجل في دفتر مذكراته، ان البناية التي يطلق عليها اسم بيت الله بحسبهم، هي  قد يتحكم بها المرائي، والعاجز، والجاهل، ممن فرض نفسه بالقوة، اوبالخديعة، حتى تسيد هذا النفر من الناس، اوذاك، لتمرير ومن باب الاستعمال الشائع كلمة بيت الله، التي بها يتم الترويج لدعوة العامة للحضور.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم