أقلام حرة

لیس للبارزاني السلطة حتی لالغاء صوته الشخصي في الاستفتاء

emad ali2من المستغرب ان يطلب البعض وفي مقمدمتهم السلطة المركزية العراقية وفوقهم المالكي المعروف عنه الكثير من العنجهية، بان تلغي كوردستان نتيجة الاستفتاء التي ادلى 92.73% من المواطنين بنعم للاستقلال، وكانه هناك سلطة قادرة على الغاء النتيجة التي خرج بها الاستفتاء قانونيا او حتى بالقوة .

لم يدركوا هؤلاء بان البرلمان الكوردستاني ورئاسة الاقليم ورئاسة الوزراء كان بامكانهم ان يؤجلوا او يلغوا عملية الاستفتاء قبل اجرائها فقط، وعندما ادلى المواطن بصوته لقد انتقلت السلطة اليه لكي يدلي بما يريد بعده، ولا يمكنه ان يلغي حتى صوته الا في عملية مماثلة يمكن ان تجري مستقبلا ويعاد بها التصويت . وعليه حتى البارزاني الذي يطالبونه بالغاء نتيجة الاستفتاء ليس بقادر وليس له السطلة القانونية بان يلغي حتى صوته الشخصي الا ان طلب اجراء عملية  استفتاء  اخرى وان اراد ان يدلي بعكس ما صوت عليه. اي كل المطالبات بالغاء نتيجة الاستفاء تنبع من المواقف السياسية والبعيدة عن القانون، والمدهش انهم يتكلمون على انه قانوني ، وهنا لا اريد ان اتكلم عن قانونية عملية الاستفتاء او عدمه لاننا تكلمنا عنه من قبل بشكل واضح.

و للاسف اننا نعلم بان التوقيت الذي جرى فيه الاستفتاء يدفع الى التصارع الاكثر نتيجة قرب الانتخابات العراقية، وعليه ان ما نلمسه اليوم ليس الا صراع سياسي في بغداد بين القوى الموجودة هناك من اجل كسب صوت هنا وهناك، بناءا على هذه المواقف المتشددة دون ان يعلم بها المواطن المستعضف من جهة، ومن اجل ارضاء القوى الخارجية من دول الجوار كي يهبوا لهم ما يستجدون منهم ويحصلون على الحلاوة فيما بعد من جهة اخرى . يبدو انهم يستغلون الروح العنصرية التعصبية ويغذونها من اجل اهداف سياسية شخصية  تضليلية لا يعرف بها الكادح البسيط كما هو حاله في امور اخرى، ويستخدمه هؤلاء في كل هذه المطبات والمنغصات ليمنعوه بمشاغلته هذه من حقوقه الطبيعية ولكي لا يطالب محاسبة الفاسدين ومن بذر اموالهم وثرواتهم وتسبب في بقاءهم على فقرهم وعوزهم .

بعد ان اُستغل المكون السني بداية مرحلة اجراء الاستفتاء في كوردستان نتيجة التهيج الذي حصل وخوفا من غضب الشارع ومن له الصلة بالمركز او ما يسمون بسنة المالكي ولازالوا هم يسيرون على ما يسفيدون منه في الشارع فقط دون ان يهتموا بمستقبل البلد، وكما ساروا عليه طوال العقد والنيف من عدم الاكتراث بما يهم مستقبل البلد واجياله، فهم سائرون على خداع الجميع باداعاءات واسماء مختلفة .

و هنا لي ان اكرر ما ناقشته مع صديق عربي عراقي عزيز علي، وهو مثقف وله رايه ومواقفه الجميلة ويفتخر بعراقيته ويجهد بكل ما يمكنه من اجل الانتقال الي المرحلة التي تكون الثقافة والحضارة العراقية هي الحاكمة والاهم لديه هو الوصول الى ربع الطريق التي وصلت اليها الدول المتقدمة .

قلت، فهل السلطة في العراق عادلة وتنظر الى الجميع اي بجميع مكوناته على انهم مواطنين من الدرجة الاولى، وهنا لا اتكلم عن الكورد فقط، فال كلا. قلت هل السلطة التي جثمت على صدر الشعوب العراقية هي تمثل افكار واراء وتاريخ العراقيين والعراق حضارة وكيانا، قال كلا طبعا، وانما هي سلطة مذهبية حتى النخاع وعلى الرغم من ان مذهبي هو المسيطر قلا انكر ذلك. قلت هل من المعقول ان يخضع المذهب الاخر لما تفعله هذه السلطة، وليس انا الكوردي فقط  الذي لا ناقة لي مع المذهب ولا جمل، قال كلا يا اخي. قلت انت تعتقد بان العراق سيتغير خلال العقود القادمة وليس خلال الاعوام المقبلة ايضا، قال انا متشائم ولا اعتقد ان يحصل هذا. قلت هل تريد ان يكون اخوك الكوردي سعيدا ومرتاحا في بيته يعيش كما يريد دون ان يضر بك، قال طبعا، فقلت لماذا اذاً  رفض الاستقلال وبناء الدولة المدنية العلمانية التقدمية على اساس المواطنة والعدالة االجتماعية والديموقراطية. قلت واقول هذا على الرغم من معارضتي للسلطة الحالية الموجودة في كوردستان والغارقة في الفساد حتى النخاع وهي متحيزة ولم يستفد منها الطبقة الكادحة، الا انني اجزم بان البقاء تحت خيمة العراق الموحد اكثر لم يدعني  ان اقصر المدة التي يمكن ان اغير الموجود في كوردستان، فهل تمانع ان ابدا النضال بعد الخطوة الاولى للاستقلال، قال كلا. قلت اذن اخي الكريم، ان الاستقلال سيضع حدا فاصلا وقاطعا بين المراحل الماسآوية التي سكبت فيها الدماء الكثيرة وخسر الكورد وكوردستان والعراق الكثير حتى اصبح مصالح دول الجوارهي الاولى وكم تنعموا بما وفرها لهم دماء العراقيين،  بينما اننا  لم ننتج من البقاء على هذا الحال الا الدماء الاكثر غزارة والبقاء جميعا العراق وكوردستان تحت سلطة الجوار واوامرهم . وعليه يجب ان يعرف الشعب العراقي انه من المفيد ان يرفع عن كاهلهم هذا الثقل الكبير المتمثل بالشعب الكوردستاني الذي اضر بنفسه قبلكم، ويكونوا جيران واصدقاء واخوان في ظل العيش الكريم . وعليه، ان ما يقع على العراقيين العقلاء الذين يستحقون الكثير من الحياة الحرة الكريمة ومن حقهم ان يتمتعوا بملذات الحياة والسعادة ان يقرءوا مواقف قادتهم ويبتعدوا عن العاطفة القصيرة الامد وان لا يحكموا على ما يجري بقلبهم وعاطفتهم وانما يتعمقوا بعقلهم في الامور كي ينقذوا انفسهم ومن معهم، كفى القهر والضيم والكراهية والمعاداة طوال قرن كامل وراح ضحية ما جرى الملايين من الناس هراءا دون ان يستفاد من بعدهم .

ان الكلام بسطحية وبتبعية هذا المصلحي وذاك والذي طفحته الصدفة الى السطح دون قراءة تاريخه يضر بالذات والاخر، من لم يتذكر مكتسبات المالكي الكبيرة في الفساد المستشري في فترة سلطته وكم خسرنا من الدماء والاراضي والاموال وطفت التناقضات والخلافات واستجدت النعرات المذهبية العرقية، ولازال يتربص لكل فرصة كي يهيج الشارع من اجل ان يقتنص الحال ويعيد الكرة محاولا العودة، كم خسرنا من طمع الدكتاتور البعثي ويريد دكتاتور من شكل ولون اخر ان يعيد الحال وان كان بالامس يستغل المذهبية ويقف ضد المذهب الاخر و يستقوى بالعرق الاخر خاضعا خانعا، اليوم يريد ان يستقوي بالمذهب الذي وقف ضده حتى الامس مخادعا كي يقف ضد العرق الذي سانده ايضا من اجل المصالح الذاتية دون اي تفكير عقلاني، وعلى العراقيين ان لا يلدغوا من الجحر مرتين .  

 

  عماد علي

 

 

في المثقف اليوم