أقلام حرة

كلا لرواتب المسؤولين والنواب

akeel alabodالتعبئة الإعلامية ضمن برامج معظم القنوات التلفازية هذه الايام، تم اعدادها، واخراجها بشكل متقن، عن ثورة الامام الحسين (ع)، من حيث المفهوم، والموقف، الذي تجلى في خروج الامام الحسين،  شاهرا كلمة الحق دون تراجع، مواجها جيش يزيد، واصحابه الذين وقعوا في فخاخ المؤثرات والمغريات، التي تم تسويقها آنذاك لمحاربة العدل الذي جاء به سيد الأنبياء محمد (ص)، والذي لاجله أعلن الامام الحسين ثورته، التي تعمدت بدماء الشهداء في كربلاء ألطف، لتكون حاضرة في زمن غائب، حيث بها رايات التحدي ضد الظلم والعبودية، والجور، والباطل ارتفعت عاليا، لتندد بحكم يزيد الذي أغرى حاشيته وجنده بالثروة والسلطة، وما هي الا فترة من الزمان انقضت، لتسقط من خضع الى سطوتها في وحل الهزيمة والخذلان، ولتبقى شاهدة على زمن حاضر،

حيث خلودها الذي ارتبط بالدعاء الى الامام المهدي، الحجة بن الحسن الذي هو بقية الله على ارضه كما يلقب.

حيث كما ورد في الدعاء، "ليملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا".

وهنالك بين الفاصلتين، ثمة مقولة جمعت بين طياتها زمنين في ان واحد، فثورة كربلاء أعلنت ان هنالك خطابا ابتدأه الامام السجاد، وزينب عليهما السلام، وعلى خطاه ثورة المختار اندلعت، لتطالب بثارات الامام الحسين ع. 

 هنا باعتبارها الاقوى والأكثر نفوذا وانتشارا من جند الطغاة، كلمته بقيت تحمل في معانيها مقاييسا ثابتة، هذه المقاييس تصلح ان تكون دستورا لكل دولة في هذا العالم، ومن ضمنها العراق الذي يحكمه اليوم، ويتسلط عليه ادعياء محبي الحسين عليه السلام. 

وتلك مقولة يترتب على الجميع ان يفهمها، ويدرك معانيها السامية، وإلا أين عمر بن سعد، الذي أغْرَته مقولة السلطة، والجاه والمال،  وأين انتهت سلطة يزيد؟! 

لذلك كوننا جميعا نردد ان ثورة الحسين ع عبرة بكسر العين وعبرة بفتحها، أقول لاصحاب الرواتب الضخمة ممن يتباكون  كما نشاهدهم في التلفاز، أقول لهؤلاء، ان الحسين ع ضحى بماله وعياله من اجل الحق،

ترى اما ان لكم لان تكونوا احرارا كما قال الامام، احرارا من مال الدنيا الذي جردكم عن جميع مقاييس الحقيقة الانسانية، هذه الحقيقة التي بموجبها لا ينام صاحب المروءة في قصر وجاره جائع. الحقيقة التي تفرض نفسها على من يدعون الإخلاص للأمام الحسين،

وبناء أقول مذكرا بموضوعة تؤرقني كما تؤرق الجميع، وهي هذا التناقض الغريب العجيب بين هؤلاء الذين يدعون الحرص على مبادئ الثورة الحسينية، وفي ذات الوقت بلا رادع تراهم يتقاضون رواتبا لا يستحقونها ويشغلون مناصبا لا يحترمونها، ويتسيدون شعب يستغيث أبناؤه من الفقر والجوع والمرض. 

بينما في الجانب الاخر، أموال تم تخصيصها لهم دون مقاييس دينية، واخلاقية، حيث ان اي شاهد عيان يعرف ان رواتب أفراد الحكومة بما فيهم المتقاعدين، والمقيمين في الاْردن، اوفي الشمال، او في قطر، اوفي مكانات، اقصد منتجعات اخرى، تكاد ان تكون خارج المألوف، وفيها من المغالاة والسحت، ما يفرض على  الطبقات الفقيرة ان تتمرد رافعة راية الاستنكار.

وهذا ما يفرض على الاعلام إيصال رسالة الامام الحسين ع الى متنفذي السلطة قبل غيرهم.

والسؤال قد يثير البعض، أليس من الاولى ربط معنى كلمة الحق التي قالها الحسين ع في يوم عاشوراء بكلمة حق تقول كلا لثراء النواب ورجال السلطة، كلا لرواتبهم التي تم تخصيصها من وعلى حساب الطبقات الجائعة والفقيرة من أبناء الشعب العراقي، أليس هذه هي العبرة، سيما ونحن جميعا نردد  كلا للطاغية، الم تكن رواتب النواب والنائبات ورجال السلطة من مفردات هذا الطغيان؟!

 

عقيل العبود/ ساندياكو   

 

 

في المثقف اليوم