أقلام حرة

الأقوياء والذين يجهلون!!

sadiq alsamaraiالذين لا يعرفون العقل الأقوى والسياسات الناجمة عنه، يتصرفون بإنعكاسية خطيرة تتسبب لهم بأضرار وتداعيات لا قِبل لهم بها، لكنهم يتوهمون القوة وهُمُ الضعفاء.

وبسبب عدم الفهم لعقلية الأقوياء وآلياتهم السلوكية أصابهم ما أصابهم من الشدائد والحروب والويلات المتفاقمات، وكلما أراد القوي أن يأخذهم إلى مدارات ذات قيمة ومنفعة متبادلة، أمعنوا بالتفاعل الجاهل، ودفعوا الأقوياء إلى تحقيق مصالحهم رغما عنهم وبخسائر مروعة تصيبهم.

فهم لا يخبرون مهارات الفوز أو الربح المتبادل، ويجيدون مهارات الخسران والهدر والخراب والدمار، وعدم الفهم الموضوعي والتقدير الواقعي للأمور والتطورات، والأمثلة لا تحصى ومتراكمة ومتجددة، وما تعلّموا منها درسا نافعا ومؤهلا للقوة والإقتدار.

وفي الوقت الحاضر يقوم الأقوياء بإعداد مشاريع وتصورات وبرامج لخدمة مصالحهم طبعا، وتحقيق مصالح المنطقة النسبية في ذات الوقت، لكن العديد من المسؤولين أخذوا يتصرفون بأساليب لا تخدم مصالحهم وتحقق مصالح الآخرين على حسابهم، أي أنهم لا يضعون مصالحهم أولا، ولا يمكنهم أن يستوعبوا هذه الرؤية التي يُراد لها أن تتأكد، فمن الصعب عليهم إدراك أن الدول والأوطان  تضع مصالحها أولا وأولا، ولا قيمة ومعنى لأية حالة أخرى إذا تعارضت مع المصلحة الوطنية.

فالقِوى الكبرى في منطلقاتها الجديدة تريدهم فهم هذا الموضوع وإستيعابه، لأن الوقائع المتراكمة أثبتت لهم وبأدلة فادحة أنهم لا يفكرون بمصالحهم الوطنية، ويقدمون حالات أخرى مدمرة لها وقاضية عليها، وهم يحاولون إخراجهم من هذا المأزق الحضاري، لكنهم يعاندون ويتحدون، مما سيدفع بالقوى الكبرى مرة أخرى كما جرى مرارا في السابق، إلى العمل على طمرهم برؤاهم وتصوراتهم وتمهيد السبل للتعبير الفاجع عنها، وفقا لسياسات أقتلهم بما يريدون.

ويبدو أن فرصة ذهبية تسنح أمامهم وعليهم أن يستوعبوها ويغتنموها لا أن يركلونها ويعادونها، كما حصل سابقا في أكثر من دولة تساقطت وتبعثرت وصارت فريسة للأشرار والمتوحشين.

فالفرصة سانحة والمسؤولون مطالبون بالتروي والحلم وعدم النزوع للردود الإنعكاسية الإنفعالية، التي تدفع بالأقوياء إلى العمل بموجب ما يرونه من التفاعلات الساذجة، والعدوانية الفارغة التي تضرهم، وتساعد الطامعين فيهم على النيل منهم وتأكيد إفتراسهم ومحقهم، ودفعهم لتحقيق أهدافهم المسعورة بجهودهم، التي تؤهلها قدرات التضليل والتغرير لتجعلهم وقود سقر!!

فهل أدركوا حقيقة الواقع والوقائع أم أنهم يعمهون؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم