أقلام حرة

الحرب خدعة .. والحذر واجب!!

jawad abdulkadom2كشف مؤخرا السيد مسعود البرزاني عن عدائه الشديد للعراق الوطن ولمكوناته المتآخية، ولم يترك سبيلا إلا واتبعه من أجل إلحاق بالغ الضرر بالمصالح الوطنية العليا، فقد عمل باستمرار ومنذ أمد بعيد على الانتقاص من السيادة، وزرع الأحقاد والضغائن، وتجزئة أرض الوطن، وتشجيع  نزعات الانفصال عنه، وسرقة أموال الشعب العامة،، بل لم يتورع في آخر المطاف عن استخدام الورقة الطائفية البغيضة بأخس الأساليب وأبشع الصور .

لقد تجاوز السيد مسعود البرزاني كل الخطوط الحمر في الشراكة الوطنية والتعايش السلمي، وقطع كل طرق العودة مما يدل على مدى يأسه وبؤسه ومقدار ما اختزنه من الكره للعراق الوطن الأم، وليس أدل على ذلك من تصريحاته النارية ولغته العدائية ورغبته المتواصلة في التمرد والانفصال، ولقد انسحب هذا السلوك المشين على حاشيته وأتباعه والمستفيدين منه، فشاركوه بكل ذلك، وربما أضافوا له مما ابتدعوه، ونفذوا توجيهاته العلنية والسرية لهم بحذافيرها وزيادة .

لقد هاجم أتباع السيد مسعود البرزاني في الأيام الأخيرة عددا من السفارات العراقية في العواصم الأوربية، وأنزلوا العلم الوطني وهو رمز عزة الوطن وسيادته، ورفعوا علمهم الخاص، ولم يكتفوا بذلك بل عاثوا فسادا ما أمكنهم ببنايات تلك السفارات، وشوهوا جدرانها بكلماتهم العنصرية، وقد تم كل ذلك بمساعدة حفنة من العاملين فيها من زمرتهم كانوا قد زرعوها في تلك السفارات من قبل، وقد مارسوا تلك الاعتداءات على الرغم مما يتقاضونه من رواتب مجزية ويتمتعوا به من امتيازات كثيرة بموجب عملهم في وزارة الخارجية العراقية، ولم يراعوا الجانب الوطني ولا الأخلاقي، وتجاهلوا أن هذه السفارات وغيرها هي بنايات وطنية تخص العراقيين جميعا وفتحت في تلك العواصم لخدمة كل الجالية العراقية وتقديم أفضل الخدمات لها .

إن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا الكردي الطيب تقف مع الشرعية والدستور ووحدة تراب الوطن، وقد عبر عدد غير قليل من المثقفين الأكراد ممن يقيمون خارج حدود سلطة البرزاني وسطوته عن هذه المشاعر المخلصة في مجالسهم والصحافة المحلية بعد أن أمنوا على أنفسهم وعوائلهم، وبالتأكيد هناك الكثير مثلهم في مناطقهم ولكنهم يخشون التصريح، وعلينا جميعا أن نلحظ ذلك وننمي لديهم مشاعر المحبة والمصالح المشتركة لما فيه الخير لكل أبناء الشعب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وليكن شعارنا (إنما العراقيون أخوة).

لقد صار واضحا اليوم أن السيد مسعود البارزاني لعقدة في نفسه يحاول تدمير العراق ومؤسساته الحكومية بكل ما أوتي من قوة وحيلة، ولذلك يجب الحذر منه ومن أتباعه المزروعين في مؤسسات الدولة الاتحادية، وهو يدخرهم إلى أيام قادمة وأعمال إجرامية وخيانية كبيرة يعول عليها، لذا أقترح :

1. تجميد أصحاب المناصب والرتب العالية في الجيش العراقي من أتباع البرزاني، وتخييرهم بين البقاء مع الحكومة الاتحادية بعد نشر إعلان براءتهم العلنية من السيد مسعود البرزاني وأعوانه وأعماله، وفي حالة اختيارهم البقاء ينسبون إلى دائرة خاصة في وزارة الدفاع مع استمرار جريان رواتبهم وتقديرهم لحين انجلاء الموقف؛ وفي حالة اختيار القسم الآخر منهم السيد البرزاني وتأييدهم له يتم إعفاءهم  بل فصلهم وترحيلهم إلى مناطقهم بكل احترام وسلامة .

2. ويسري مثل هذا الأمر على ذوي المناصب الخاصة في الوزارات كافة والمؤسسات التابعة لها وخاصة الوزارات السيادية كالخارجية والداخلية والمالية والتخطيط، وكذلك الهيئات المستقلة إذ ليس من المعقول أن يظل أعداء العراق ووحدة أراضيه في مفاصل مهمة من الدولة تسهل لهم العبث والتخريب، ويمنحون مقابل هذه الخيانة الرواتب الضخمة والامتيازات الخيالية في هذا الوقت العصيب .

إن الظروف الخطيرة والأوضاع المعقدة التي يمر بها العراق حاليا تستدعي الانتباه والتيقظ والحذر لأقصى حد، فقد قيل الحرب خدعة، وهي كذاك، وعلينا إعادة كل الحسابات بدقة متناهية، واستعراض المواقف بعناية بالغة، وليكن مقبولا لدينا حصول خطأ ما غير مقصود بسوء الظن بحق بضع أفراد لأنه أهون ألف مرة من نكسة تصيب الوطن – لا سمح الله - بحسن الظن المغلوط بأحد الأفراد والغفلة عنه !!

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم