أقلام حرة

الاحتفاء هل هو بالمنصب ام بالانجاز؟

akeel alabodاستوقفتني حالة شهدتها في مكان ما، حيث وجدت ان المحتفين معظمهم من اصحاب الكفاءات، والانجازات العلمية الهائلة.

ففي مجال الطب مثلا، تم الاحتفاء بمناسبة اجراء اكثر من عشرين عملية جراحية ناجحة للقلب، وكذلك ايضا شملت قاعة المحتفلين، الفريق الطبي الخاص بعمليات زراعة الكلى، ومثله تم تكريم الفريق الطبي الذي استطاع اكتشاف علاج دوائي لسرطان القولون، من دون حاجة الى استخدام الجرعات الكيمياوية على طريقة ايام زمان.      

اما في مجال التصاميم الهندسية، فقد تم مرافقة المهنئين لمهندسي أفضل تصميم تم اختياره والعمل بموجبه لإنشاء مجمعات سكنية لإيواء اصحاب الدخل المحدود.

حيث قدم المهندسون، الخرائط الخاصة بذلك، علما انه تم تحديد فترة العمل بانجاز افضل المشاريع، والذي مدته لا تتجاوز الستة أشهر.

وفي باب الزراعة أبدى المشاركون، والمتخصصون إعجابهم بصاحب مشروع  استثمار الاراضي البور بعد تحويلها الى مساحات خصبة حيث تم تقديم الخطوات العملية الخاصة بالاستفادة من مصادر المياه، والطاقة ايضا، وبذلك يسهل انشاء  قرى عصرية مزودة بالماء والكهرباء، وإسكان كل من لديه الاستعداد للعمل في الزراعة على طريقة تقسيم الريع .

ولذلك، تم اختيار الانسب لإدارة جميع ما تقدم، حيث بإمكان اي شخص ان يرشح نفسه لإدارة هذا المنصب، اوذاك، دون حاجة الى حقيبة وزارية، اوانتخابات، ذلك باعتبار ان هنالك سقف زمني لإنجاز خارطة مِن المشاريع في جميع ميادين الحياة بحسب نظام الكفاءات.

وبناء عليه، راودني التفكير التالي: انه بهذه الطريقة تنتفي الحاجة تماما الى انتخابات كتل اوزعامات سياسية معينة، باستثناء وزارة رئاسية تضم لجنتين تشريعية، وتنفيذية وهذه الوزارة لها المام بجميع شؤون الدولة منها الطب، والهندسة، والتخطيط، والكهرباء، والعمران، والتربية، والتعليم، والمالية والتجارة، والصناعة والجيش، ووزارات الخارجية والداخلية،

حيث يسد عملها جميع مرافق الدولة، وتكون بإشراف الزعيم اوالرئيس الأعلى للدولة، الذي يتم تنصيبه بحسب مقاييس خاصة، منها الخبرة العسكرية، والامانة الاخلاقية، والمستوى العلمي، والولاء للوطن، والشعب، وهذه الاخيرة توقفت عندها، حيث هنالك فراغات تحتاج الى تامل دستوري وقانوني مدروس.

وملخص الكلام، الاحتفاء يتم الإعلان عنه فقط اكراما للخدمات المقدمة من قبل اصحاب تلك الإنجازات، بعيدا تماما عن الأبهة الذي نحن فيه، حيث ان الاحتفاء لا يخصص للمنصب، اوصاحب المنصب، بل بِمَا قدمه واخترعه صاحب المنصب، وهو من باب تحميل المسؤولية، لا تمثيلها، فالمنصب آنت تشرفه، لا هو كما يقال.

 

عقيل العبود/ ساندياكو    

 

 

في المثقف اليوم