أقلام حرة

التفاعل بين الموضوعات وسر الاكتشافات العلمية

akeel alabodالعلوم تختلف حيث ان لكل موضوع مادته الخاصة به، كالفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والبايولوجي، والجغرافية، وهكذا الى ما لا نهاية من العلوم التي نعرفها ونتداولها.

والسؤال هل ان هنالك حدا لهذه العلوم؛ هل انها تنتهي عند موضوع معين، هل ان عدد العلوم محدد، ام انها تتفرع الى ما لا نهاية له من العلوم؟

 للجواب على هذا السؤال، لو اخذنا الرقم واحد في الرياضيات كنموذج للبحث في موضوعنا هذا، لوجدنا ان الرقم المذكور، هو غير محدد، فهنالك من جهة اليمين ياخد بالتناقص، مبتدئا بناقص واحد، بينما من جهة اليسار، يأخذ بالتصاعد، مبتدئا بزائد واحد، فالرقم المذكور is infinite، اي غير محدد بزمان اومكان، فنحن لا نستطيع القول ان الرقم واحد، تم اكتشافه من قبل العالم الفلاني في اليوم الفلاني والمكان الفلاني ،وهذا يعني انه مثلما الرقم في الرياضيات غير محدد، كذلك العلوم غير محددة بسقف علمي معين.

وما يثبت ذلك، هو التفرع الناتج عن العلوم المتشعبة، حيث ان العنوان الفرعي للموضوع، تتوسع فيه الدراسة والبحث، لتصل الى مراتب لا حصر لها من العناوين والموضوعات، ومن هنا تتشعب الاختصاصات، فنقول طبيب جراح خاص بالمجاري البولية مثلا، أوطبيب خاص بالغدة والسكري، وهكذا، ونقول باحث في علم البراكين، اواخصائي أورام سرطانية، وهذه جميعا بالأحرى تتشعب، لذلك في الدول المتقدمة، عندما تقدم بحثا، يتوقف نجاح البحث على ال specific title، يعني ان المتقدم للبحث في أطروحة الدكتوراه، اورسالة الماجستير عليه ان يبحث موضوع محدد، خاص، وليس بعام، كأن يكون في الشبكية، أوسرطان الثدي مثلا.

ومن المناسب الإشارة الى ان موضوع التشعب في العلوم المختلفة، يعود الى ارتباطاتها مع بعضها، فالجغرافية مثلا لها علاقة بمادة الجيولوجي، والجيولوجي له علاقة بمادة علم المحيطات، وكذلك بالاسترونومي، وهذا ما يدعو المتخصصين لان يحاطوا؛ ان تكون لهم إحاطة بالعلم بباقي الموضوعات.

 فعالم الفلك مثلا، يجب ان يفهم في علم طبقات الارض والبحار، لان الارض كوكب من هذه الكواكب، والتأثيرات الجغرافية والجيولوجية ترتبط مع بعضها البعض، ومن هنا تنشأ الاختصاصات الدقيقة، ما يجعل هنالك أنسابا علمية.

وتلك مثلها، مثل الأنساب البشرية، فاصحاب المقامات العلمية تراهم دائما ديدنهم الشاغل، هو البحث في التفاعلات الجديدة للموضوعات، وسر الاكتشافات العلمية يعود الى هذا النمط من العلائق.

فقانون الجاذبية لم يتم اكتشافه من قبل نيوتن، لو لم يكن هنالك فصولا واكتشافات سبقت القانون المذكور، ولم يكن يعلن عنها في حينه، وتلك الاكتشافات هي آلتي الت الى ذلك القانون.

 

عقيل العبود/ سان دياكو

 

في المثقف اليوم