أقلام حرة

الوصاية والتبعية للسياسة العربية

diaa mohsenalasadiان لكل دول العالم سياستها الخارجية والداخلية على حد سواء وبالاخص الداخلية لها قادتها ورموزها السياسيين الذين يتصدون للعمل السياسي لبلدانهم على ضوء ومنهج الوطنية التي يحملونها في نفوسهم ومبادئهم وعملهم السياسي من خلال منظومة عمل مشتركة متماسكة في اطار الدولة والاعتماد على الكفاءات الداخلية والاحزاب والحركات المنضوية تحت لواء الدولة الواحدة والعمل على تفكيك المعوقات الداخلية والخارجية التي تعترض مسيرة بناء الدولة وحل جميعها بقوانين تخدم مصالح الشعوب التابعة لها .

لكن عندما نتعرض لأغلب الدول العربية بالذات ونتفحص قراراتها المصيرية التي تحتاج قرار مصيري وموقف موحد صلب يستهدف العملية السياسية في دولهم نراهم يهرعون مسرعين الى دول اخرى خارجية او متنفذة في العالم يستجدون منهم العون والنصيحة والاستقواء بقوتهم تارة اخرى كأنهم لم يملكوا الخيارات في انتاج القرارات الصعبة فيما بينهم وتبني اي مشروع وطني داخلي لبناء حكومتهم وسياستهم الداخلية والعجز في التعامل مع بعضهم لأخراج مواقف موحدة فيما بينهم الا تحت وصاية الدول الكبرى وانجرارها الى سياستها الخارجية واملاءاتها النفعية التي تفرض على الدول العربية ثمنا لأبداء النصح والمشورة .لهذا نلاحظ الان وبعد المستجدات السياسية على خارطة عالم وبالخصوص العالم العربي نلمس مدى تكالب الدول والانظمة العربية  والهرولة الى الدول القوية المسيطرة على القرارات في  كل معضلة تقف امام تشريع او موقف سياسي بينهم او منازعات داخلية من المفروض حلها داخليا الا انا نراها تقوم بالاستعانة بدول الخارج في حل المشاكل العالقة بين فئات الشعب فاسحة المجال لدس انوف الغير على حساب المصلحة الوطنية والارادة الشعبية للبلد العربي وكأننا نعيد بالزمن الى الوراء ونعيش مرحلة الاستعمار الغربي والمعسكرات الشرقية والغربية وسياسة المحاور آنذاك التي كانت تتحكم بمصائر الشعوب العربية . ان هذا كله ليس بدون ثمن فالثمن باهض جدا وهو مصادرة الارادة الشعبية والوطنية والسيادة لبلدان العالم العربي وتحجيم القوى الوطنية التي تريد بناء وطن واحد مستقل وكأننا لا نملك القدرات العقلية ولا الاقتصادية ولا السياسية وتوقفت ارحام امهاتنا من انجاب عقليات سياسية وقوى وطنية لبناء دولة قوية بارادتها , لهذا السؤال المطروح متى يكون لنا القرار الموحد الساري على كل مكونات الشعب بعيدا عن اللجوء للخارج وصياغة قراراتنا على مقاسات الغرب لفسح المجال لتدخلاتهم في شؤون الدول العربية بمباركة قادتنا العرب ونبني دولة قانون بعيدا عن النزاعات الشخصية والحزبية النفعية. بعدما اصبحت ظاهرة نشر الغسيل لمشاكلنا على حبال العالم الغربي القوية والاستعانة بالحلول المفروضة علينا من الخارج بتطبيق اجنداتهم على شعوبنا . متى نتخلص من عقدت النقص والدونية لشعوبنا وانفسنا اتجاه دول العالم الغربي والهروع اليها في حل مشاكلنا الصغيرة والكبيرة مع بعضنا البعض لذا علينا ان نتعلم ان نتخذ كل القرارات التي تبني المجتمع والدولة بيد عربية خالصة خالية من التدخلات الخارجية لصياغة مشروع بناء دولة موحدة

 

بقلم: ضياء محسن الاسدي

 

 

في المثقف اليوم