أقلام حرة

احوال المال بين الحلال والمحال

akeel alabodقال الله سبحانه في كتابه الكريم : يحسب ان ماله أخلده.

المعنى الظاهري من الآية المباركة، ان رأيا يعتقد ان المال هو الغنى، وهو الطريق الى الشهرة، حيث بالمال يصبح للإنسان جاها، ووجاهة، وبه يحقق هذا، وذاك  احتراما بين العامة، ما يجعل البعض ينحني امام زيد، وعمر من الأغنياء، رغبة وطمعا بتلبية حاجياتهم، علما ان البعض من هذه الحاجيات يرتبط بامور نفر هنا، واخر هناك من البسطاء، كالتوظيف، اوانجاز معاملة، أواطلاق سراح من السجن، أواي مساعدة مادية اخرى تدخل في تفاصيل الحياة الانسانية، ذلك بحسب التأثير الذي يؤديه صاحب الثروة.  هنا تشكلت رؤى ثلاث:

حيث يعتبر الصنف الاول  من العامة، ان الاثرياء لا تخلو طريقة جمعهم للثروات من الشبهات، لكنها ترفع من مكانة الانسان، لانها بها يتم مساعدة الفقراء، وتمشية امور المحتاجين، ما يجعلهم يتمتعون بادوار اجتماعية مهمة.

ويرى الصنف الثاني ان هؤلاء أكثرهم لا يصرفون اموالهم لتمشية امور الناس، الا بعد مساومتهم، اوالانتقاص من كرامتهم.

اما الصنف الثالث والذي نحن بصدد مناقشته، فيرى ان مظاهر الترف تؤدي الى الاستغلال، والسرقة، والاعتداء على حقوق الاخرين، ولا يمكن إصلاح المجتمعات وتحقيق العدل الا بتحرير الانسان من هذا النمط من التفكير، باعتباره قائم على تغذية النزعة الانانية المتسلطة للفرد.

وهذه الاّراء الثلاثة لا علاقة لها بتصحيح أنماط التفكير الاجتماعي للفرد، باعتبار ان علم الاجتماع  يتطرق الى تحليل ثقافة الفرد، باعتبارها جزء من المنظومة الاجتماعية بما تحتويه من معايير وقيم.

لذلك بحسب بعض الدراسات، انه لغرض التغيير، لا بد من ان بكون هنالك دستورا اجتماعيا يخضع لنظام الدولة، ودستورها العام لكي يتم صياغة سياقات خاصة يعاد بموجبها فرز مكونات النظام الاجتماعي.

فالتغيير الاجتماعي، لابد ان يرافقه تغيير سياسي يخضع للحكومة، وللدولة لكي يتم تغيير الأفكار التي تخضع للانتماء الى هذا النمط، اوذاك من المعايير والقيم.

لذلك كونفشيوس بقي بأفكاره مرشدا اجتماعيا وسياسيا، للشعب الصيني، ومنه طريقة بناء الحياة الاجتماعية للشعوب، التي اتبعت ذات المنهج-أفكار كونفشيوس التي تصلح لان تكون نظرية، لإقامة منهج المساواة، وتحرير التفكير البشري من مسالة الخضوع لسلطة الثروة والثراء.

الذي بحسب ما ورد في الآية القرانية تراه قد أنتج أنماطا لا تحصى من الطبقات، والعراق نموذج لثروات نمت في عصر اختلت فيه الموازين الحقيقية الصادقة للبناء، ما ال الى تشجيع السرقات، وانتهاك الحرمات.

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم