أقلام حرة

إنها مصر العربية!!

sadiq alsamaraiالمِصر الحد في كل شيء،  أو الحد في الأرض خاصة، وتأتي بمعنى الحاجز بين الشيئين.

والرَصم : الدخول في الشعاب الضيقة.

ومصر المدينة التي تتميز عمّا حولها من البوادي، وهي الوطن الذي يعيش فيه المصريون. ومصَروا المكان تمصيرا جعلوه مصرا فتمصر.

ويُفهم من ذلك أنها تعني المدينة المعاصرة ذات الملامح الحضارية المتميزة، والتمدن والقوة والثقافة الواسعة.

 ووفقا لهذا أنشأ الخليفة عمر بن الخطاب :المِصران" البصرة والكوفة، وهما الأمصار، أي المدن الحضارية المعاصرة لزمانها.

وتُعرف مصر "توميري" أي "الأرض المحبوبة" في الهيروغليفية.

مصر كما نعرفها، ويعرفها التأريخ وتتباهى بها الحضارات الإنسانية، بما أوجدته من أبجديات تقدم وبهاء ورقي لا مثيل له في تأريخ الأمم.

مصر آدم ونوح ويوسف وإدريس والمسيح عيسى بن مريم وأمه، وإبن النبي محمد(ص)، إبراهيم كان من زوجته ماريا القبطية.

وقال جهابذة الفقه والفكر في شعب مصر:

"أنتم الأساتذة ونحن الطلاب، أنتم القواد ونحن الجنود"

وقال نابليون:

"لو كان عندي نصف هذا الجيش المصري لغزوت العالم"

أما أمير الشعراء أحمد شوقي فقصائده في مصر عديدة وهو الذي يقول:

"وطني إن شغلت بالخلد عنه   نازعتني إليه في الخلد نفسي"

وفي القرآن الكريم:

"...أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتا"يونس 87

"وقال الذي إشتراه من مصر لإمرأته أكرمي مثواه" يوسف 21

"...وقال إدخلوا مصر إنشاء الله آمنين" يوسف 99

"...قال يا قوم أ ليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون" الزخرف 51

"إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم..." البقرة 61

"وشجرة تخرج من طور سيناء" المؤمنون 20

وفي التوراة:

"مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه الله"

"مصر التي في خاطري وفي (دمي)..."

"والحق أرفع ملةً وقضيةً...من أن يكونَ رسولَه الإضرار"

"وطني، لديكَ – وأنت سمحٌ مفضلٌ...تنسى الذنوبَ، وتُذكَرُ الأعذارُ"

مصر التأريخ والحضارة والثقافة والفكر والإبداع.

"إنّ مصراً رواية الدهر فاقرأ...عبرة الدهر في الكتاب العتيقِ"

مصر النيل

" من أيّ عهدٍ في القرى تتدفق؟...وبأي كفٍّ في المدائن تغدق"

 " أصل الحضارة في صعيدك ثابتُ... ونباتها حسنٌ عليك مخلّقُ"

مصر الثائرين من أحمد عرابي وحتى جمال عبدالناصر.

مصر رواد النهضة والمعرفة، والأدب الرفيع!!

عاشت مصر العربية، عماد العروبة والعزة والكرامة والكبرياء العربي المجيد!!

عاشت مصر، وحماها الله تعالى من كل سوء، وأمدها بالقوة والقدرة على السموق، والتقدم والإرتقاء والتوهج الإنساني الحضاري، لكي تستعيد الأمة هيبتها وتحافظ على هويتها وجوهر ذاتها، وتحمي حضارتها وتأريخها ووجودها القويم، فمصر قلب الأمة النابض بالقوة والكرامة والإباء!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم