أقلام حرة

انت واهم يا صديقي النائب

akeel alabodكنت في السابق انظر اليك على انك تمتلك من روح هذا الانسان، ما يجعلك تفكر بطريقة نبيلة، لقد كنت عميقا، وصادقا، ورفيعا بعكس ما انت عليه اليوم.

ولكن الحمد لله الذي جعلني ادرك حقا ان في الثراء المتسلط تخمة، وفي التخمة عفونة، وفي العفونة فقدان الغيرة والضمير.

 أقول ذلك، باعتبار انك اليوم وبعد أشغالك المنصب صرت تسعى لإظهار الوجه المشرق من شخصيتك، بطريقة لا تختلف عن عارضة أزياء.

 ولكن هو المعدن يا صديقي؛ فأنا لم أكن متمكنا من اكتشاف وتصنيف معدنك الحقيقي آنذاك.

لقد ايقنت انك تؤدي اليوم مراسيمك الاخلاقية لحساب كيانك الشخصي، الذي رحت تحرص على ان يكون بالمستوى اللائق في باب الثقافة، والسياسة، والدين، والمجتمع لكي يضاف الى رصيدك الحكومي.

لقد استطعت حقا ان تستخدم لغة اللون بطريقة مذهلة:

حيث بالاضافة الى حرصك على إظهار الصورة المناسبة لشخصك في باب العلاقات مع العامة، صرت ايضا تعطي للجانب الديني امتيازا معينا، لكي تكتمل حلقات ومفردات الهيئة التي يجب ان يتم رسمها من قبلك امام المحيطين بك في السلطة والمجتمع، ذلك لكي يقال عنك بأنك القائد الذي لا بديل عنه. 

لقد صرت حقا تجيد وتتقن ببراعة بهرجة الكلام السياسي والاعلامي، عن طريق التلاعب بمواقع الكلمات وإجادة فن الإضافة والحذف.

وصرت تبدي علئ أنك النائب الحريص على اقتصاد وطنه، ومصالح شعبه الذي أكثره يعيش حالة الفقر والحرمان.

 فانت المتدين، وانت صاحب الثروة، وانت من يمتلك القصور، والسيارات الفخمة، والاصدقاء المناسبين، وانت من يجيد نغمة الصوت الذي به يتوهم الآخرون انك الأحرص والاقوى لتلبية مطالب هذا الشعب، وانت الفائز بالجنان.

هنا أود ان اطرح سؤالا وبحسب المدعى، اقول انك اذا كنت من احفاد علي بن ابي طالب عليه السلام، فان عليا كان يقول للمريدين والتابعين "لو كان الفقر رجلا لقتلته". فهل آنت وكتلتك، اوكيانك بقادر على مقاتلة الفقر ولو من خلال نفسه؟ 

 

عقيل العبود/ ساندياكو 

 

 

في المثقف اليوم