أقلام حرة

مفردات تحتاج الى تدقيق

akeel alabodكثيرا أعجبتُ بموضوعة تلك الطالبة الطبيبة وانا أنصت الى موضوعها الذي قرأته على مسامعي، والذي عنوانه الابحار في عالم الكلمات.

 كانت تحكي عن قصتها مع القراءة إبان فترة كانت المدارس فيها تحتاج الى اساتذة اختصاص.

تجربتها ابتدأت في ليبيا وفي دول المغرب العربي، حيث بلا وطن ترعرعت فاطمة، هي لم تكن أسوة باقرانها الذين ولدوا في وطنهم الام، اي العراق.

ولكن هي نعمة بها انعم الله عليها أسوة بغيرها من المهاجرين اولئك الذين منزلتهم عند الله كبيرة. فاطمة ولدت لأب متخصص في التدريس، أستاذ واكاديمي وباحث في اللسانيات واللغة، هو الذي به كانت الطفلة الصغيرة تتعلم النطق بالكلمات والحروف.

 لم تكن تكمل الطب في بلد المهجر العربي. ويوم جاءت لاستئناف دراستها الأكاديمية في الجامعات الامريكية، كانت المعرفة تلك التي نمت في روحها قبل ان تنمو في عقلها قد أينعت ثمارها، سنة واحدة في دولة يتاح فيها المجال للطالب لأن يشق طريقه الى العلم، الحياة في مثل هكذا دول تمنح المتعلم فرصة للوصول الى الهدف الذي يريد. الحلم هو ان تكمل الطب. الشابة التي أعدت نفسها للدراسة، هي نفسها وجدت تلك القدرة التي استطاعت من خلالها ان تعمل في مجال الطب النفسي كمترجمة ومساعدة طبيب، لعلها بطريقة متواصلة تستأنف امكانياتها لتحقيق ما تصبو اليه. كتبت في موضوعها الذي لا زالت كلماته في ذاكرتي ان القراءة والكتابة بلدان في داخلي كما تلد الحياة، فهما الدم الذي يسري في عروقي وهما اوكسجين الحياة الذي يكتمل حتى مع الزفير. سألتها لحظة انتهت من الخاتمة عن هدفها الاخر في الدراسة، فأجابت بأنها تطمع لان تواصل دراستها وبحثها العلمي في جامعة Harvard الامريكية. عندئذ ايقنت ان العراق من رحمه ولد العباقرة ومن ارضه العلماء بهم بقيت الخيرات تترى لعله العراق يحيا بانسانه وطاقاته وخيراته من جديد.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم