أقلام حرة

الاجراءات الامريكية الجديدة والمأزق السياسي

shaker faredhasan2تشهد منطقتنا التي لم تكف عن الغليان مثالاً لتحالف المؤامرة الخارجية مع الخلل الداخلي، الأمر الذي يسد الآفاق ويصبح السقوط أمراً حتمياً، فما يقال عن تقسيم وتجزئة الوطن العربي أو بمعنى أدق اعادة تقسيمه بعد أكثر من قرن على سايكس - بيكو، تسهم فيه المؤامرة بشكل جلي وواضح ومكشوف، وما كتب عن الشرق الأوسط الجديد هو مؤامرة خطيرة وكبرى بامتياز، وما تقوم به أمريكا العاهرة من ضغوطات واجراءات ضد شعبنا الفلسطيني، يؤكد حجم المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها نهائياً ليتكرس الاحتلال الاسرائيلي أبدياً .

اننا نشهد في هذه الايام سلسلة من الاجراءات الامريكية التي تزيد الطين بلة، وتشحن الاوضاع، وتخلق توتراً كبيراً بين القيادة الفلسطينية والادارة الامريكية، فبعد تجميد عمل منظمة التحرير القلسطينية في واشنطن، فمن المتوقع أن يعلن الرئيس الامريكي ترامب يوم الاربعاء الوشيك أن القدس عاصمة لدولة اسرائيل، وعن نقل أو عدم نقل  السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس، ما يعني دخول العلاقات الفلسطينية - الامريكية في مأزق حقيقي، ويعني انحيازاً مطلقاً للكيان الاسرائيلي، كما هو الحال دائماً، وليس جديداً علينا، وهذا القرار يشكل خطراً حقيقياً على مستقبل القضية الفلسطينية .

وذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يوجد أي تغيير في السياسة الامريكية تجاه شعبنا الفلسطيني، وانما تسعى لاخضاعه للاملاءات الاسرانيلية والأمريكية، وتقف وتقدم دعمها الكامل لاسرائيل في مسألة الاستيطان والاحتلال، وهي سياسة تاريخية وتقليدية مستمرة ومتواصلة وجرى تعزيزها بحجج واهية كمكافحة الارهاب، وهي التي تقف على رأسه .

ان حرص اسرائيل على أن تمثل حصن الدفاع عن المصالح الامريكية هو الذي يعطيها دورها المحوري في الاستراتيجية الامريكية وليس العكس، فامريكا تستطيع الحفاظ على مصالحها من خلال حصنها في الشرق الاوسط - اسرائيل، ومن خلال الرجعية العربية وعلى رأسها السعودية وقطر ودول الخليج .

ان الصراع الاساسي يجب أن يكون ضد نهج سياسات امريكا واسرائيل، الساعية الى فرض حلول استسلامية على الامة العربية وفلسطين، وهذا يفرض على الشعب الفلسطيني وقيادته الاسراع والتعجيل في تنفيذ اتفاق المصالحة، وتشكيل حكومة وفاق وطني على قاعدة الثوابت الوطنية الفلسطينية، والتمسك اكثر بنهج المقارمة، ورفض كل الحلول الاستسلامية، والتصدي للاجراءات الامريكية بتكريس الوحدة الوطنية والميدانية، وتجاوز كل مخلفات الانقسام البغيض بهدف افشال كل السياسات والخطط الامريكية والاسرائيلية الهادفة الى اجهاض الكفاح الاستقلالي التحرري الفلسطيني ومصادرة حق شعبنا في اقامة دولته المستقلة، وعودة اللاجئين الى ديارهم، ومزيداً من اليقظة الواعية والصحوة الوطنية، وضرورة الحفاظ على الاجماع الوطني الفلسطيني، وصيانة المشروع الوطني الذي يحقق الاحلام والطموحات الفلسطينية .

بقلم : شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم