أقلام حرة

رحلة دوستويفسكي إلى القدس مع أبلهٍ عربيٍّ تتلبسه الشياطين الإسلامية !!

yasin alrazukربَّما بات علينا أن نقول حانت ساعة القدس رغم أنَّها لم تحن بعد ولا ندري أين ستحين وكيف ستحين ولماذا ستحين ولأجل من ستحين هل ستحين لهدم جدران الفصل العنصري أم لترسيخها داخل الأقطار والبلدان العربية والإسلامية قبل أن نخرج منها ونوسِّع دوائر الاتهام !، وكيف نخرج منها ونحن من نحفظ أقبية المخابرات ولو في تصوراتنا ولو في مخادعنا الجنسية الرومانسية أكثر مما نحفظ صورنا أو صور ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا المعنون بقطعانٍ ما زالت تسير عكس السير الحداثوي  مما يبقي الصورة قاتمةً على الرغم من أملنا المطلق فوق أحلامنا بصرخات من أمل لم نعشه في مبادئنا وليتنا اعتنقنا بدل الخلاف والتناحر والاقتتال بعضاً من بعض مبادئ دوستويفسكي الذي قالوا عنه بأنَّه  "صوتا المسيح والشيطان في آنٍ واحد " وهنا نتساءل هل سبق الثورة البلشفية أم أنَّها سبقته وهل جعل من شعلة لينين نيراناً ماركسية تجتاح بالاشتراكية من أسقطوها بكلِّ انغماسات الرأسمالية هذه الاشتراكية التي لم يكتب لها العيش لا لأنَّ دوستويفسكي أسقطها بإبقائها أو أبقاها بإسقاطها في كتبه الجريمة والعقاب والأبله والشياطين بل لأنه تعالى بمبدئه الشهير ابتعد عن المقدمة كي لا تجتثك السلطة فإذا به يتقدم أكثر وأكثر إلى روايات المشاهد الإنسانية والديكتاتورية والسلطوية فلا ينجو من مقارعات بين العواصم ببدء مشاوير الشدِّ والجذب مع من يملك كلمة الملاك والشيطان فلا يحذر التاريخ على من يشيطن ولا يتوقع المتلقي من يصطفُّ معه كملاكٍ يثور بالشيطان على الشيطان لا كي يقهر الشيطان بل كي لا يجعل من الإنسان تلك الألعوبة المستمرة ما بين الله والشيطان !........

نعم في جريمة دوستويفسكي تلاشت القدس كي تبقى ولم يُفِد عقابه في قلب آية الطغيان ربَّما سبقه الجحيم إلى نفسه قبل أن يدرك ثورة البلاشفة وقبلها  مؤتمر هرتزل الباحث عن شرخٍ عربيٍّ من طبيعة التاريخ المستمر بالاقتتال هو وطن إسرائيل الذي كلما كبر وامتد جعل من الفجوات العربية الإسلامية الكبرى أزماناً من الحضارات الصهيونية التي لن يتصلَّ نيلها بفراتها ما دام حائط المبكى يصارع أولى القبلتين وثالث الحرمين جينما تُخلق ترددات زلزالية يدركها الصهاينة بأرواحهم الخائفة التي تظهر مطمئنة تخدع البصر العربي الأعمى والبصيرة الإسلامية المغيبة بالجهل والتعصب والغباء  أكثر مما يظن الظانون .  ربَّما يؤمن الصهاينة  بخرافة أبرهة الأشرم أكثر ممّا يؤمنون بالهولوكوست وهذا ما يجعل المسار التسارعي في هدم الأقصى دوماً متباطئاً لا لأنهم يؤمنون بالطيور الأبابيل الحقيقية من العرب الذين في سبات عميق عميق يجهلون ما يجهلون مما لا يعرفونه عن حقيقة إنسانيتهم وعن أكاذيب دياناتهم وحقائقها  بل لأنهم يؤمنون بخرافة الطيور الأبابيل التي ستسقطهم وينتظرون اللاهوت كي يحررهم منها لكن ليس في كنيسة بيت لحم قطعاً بل لربما في غرف البيت الأبيض الذي جعل ترامب خطه المباشر "قدس واشنطن " بدلاً من "تل أبيب واشنطن " وكأنَّ فلسطين كانت في البيت العربي قبل هذه الخطوة وليست في البيت الأبيض ؟!

عملاء إسرائيل الذين يرتدون ثوب الإسلام السنيّ عن قصد وبخبث ومكر دوماً يربطون المجازر بالمناسبات الدينية ولعلَّنا لن نلومهم لأنَّهم يجعلون ما هو مخفي طافياً على السطح بقوة الغزو الثقافي قبل اقتتال الأيادي بالسلاح وهل بعد استلاب العقول والإرادات من مشوار أصعب من مشوار الأمل للوصول إلى القدس من كلِّ فجٍّ عميق ؟!!

بقلم: ياسين الرزوق - سوريا

 

 

في المثقف اليوم