أقلام حرة

مقتدى الصدر وخطوة ترامب

raed abdulhusanalsodaniتبعا لخلفيات الرئيس الامريكي الحالي (ترامب) الفكرية والدينية وصفاته الشخصية، فلم تكن خطوته بالأمس بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، المدينة التي هي محل نزاع أزلي وديني بين المسلمين واليهود، فهي عند المسلمين أولى القبلتين ومكان (معراج) الرسول الأكرم إلى السماء فيما يدعي اليهود إن في هذا المحل بالذات يقع حائط المبكى مما يعني إن الصراع يحتاج إلى من يديره بحكمة وأقصد هنا الاطراف التي بيدها صنع القرار الدولي والعالمي من خلال الهيمنة بالقوة العسكرية والاقتصادية والسياسية وبالتالي النفوذ على منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن فيها وفي ذلك تتفوق أمريكا على باقي الاقوياء في العالم ولديها النفوذ والسيطرة على اسرائيل وحكومتها فهذه الاخيرة إنما تعتمد على تأييد ودعم أمريكا، والحكمة تقول ببساطة علينا بتهدئة الأمور وعدم اشعال حربا دينية تكون شرسة جدا وربما أشرس معارك التاريخ فالعقائد هنا هي الحاكمة .كما إن المشهد العسكري يصرح بهذه الشراسة لاسيما في العراق المنتصر على داعش باستعادة جيشه لهيبته ولسبب واحد وهو وجود الحشد الشعبي وفي مقدمته سرايا السلام التي أسست بأمر من السيد مقتدى الصدر وقد مسكت أرض سامراء وما حولها لتحمي بغداد من عدوان داعش كما حررت بحيرات جرف الصخر العصية آنذاك كي تكون مقدمة لتحرير جرف الصخر ذاتها كما إن الحشد الشعبي الذي يقاتل وهو محمل بفتوى الدفاع من قبل المرجعية العليا في النجف الاشرف قد بذل الشهداء تلو الشهداء لتحرير الموصل والانبار وبيجي وغيرها من الاماكن وقد أبلى مقاتلوه البلاء الحسن في هذه المعركة، هذه القوى دعيت اليوم كفصائل مقاومة من قبل السيد مقتدى الصدر لاجتماع عام وشامل لبحث خطوة ترامب المشار إليها كما إنه أبدى استعداده للمساهمة في ضرب اسرائيل كجندي وليس قائد وفي تحول يشار له ويجب الوقوف عنده إنه هدد بضرب اسرائيل من سوريا الرافض بالذهاب اليها والقتال دفاعا عن حكومتها لكن هنا اختلف الأمر فسوريا الرسمية بالنسبة إليها اسرائيل عدو والعكس صحيح ولا ينكر هذا ولما تعلق الأمر بالعقيدة وليس بالحفاظ والدفاع عن سلطة فلا وجود للموانع هنا أمام السيد مقتدى الصدر بالذهاب الى سوريا ولا استبعد إنه تكلم بهذا الكلام والموقف اللافت بعد أن استأنس برأي الحكومة السورية، والموقف اللافت الآخر والمهم جدا دعوته السعودية الى وقف الحرب في اليمن وفي سوريا وفي البحرين وشن الحرب على اسرائيل بدلا عن ذلك وهذه مكاشفة صريحة على أن السعودية مسؤولة مسؤولية كاملة عن اتخاذ ترامب لهذا القرار لتشرذم الأمة العربية والاسلامية والاحتراب بين ابنائها، إن مجرد تحديد سوريا كمكان تنطلق منها الضربات نحو اسرائيل يؤشر لعدة دلالات أولها حالة القوة التي تشعر بها القوى المناهضة للتوجه الامريكي، وان سوريا أصبحت بفعل انتصاراتها على قوى الظلام أقوى مما سبق وباتت لا تخشى العدوان الاسرائيلي بل بدأت بالتصدي لصواريخه وليس لطائراته فقط .

 

رائد عبد الحسين السوداني

 

 

في المثقف اليوم