أقلام حرة

السعودية تتحول إلى بيئة طاردة للاستثمار واعتقال صبيح المصري

bakir sabatin(1) السعودية تتحول إلى بيئة طاردة للاستثمار، واعتقال صبيح المصري

من كان يصدق أن هذه الفوضى تجتاح الاقتصاد السعودي من خلال إجراءات أمنية متهورة تتناقض مع طموحات بن سلمان ورؤيته (٢٠- ٣٠)، الخلافية، التي من أهم مقوماتها المختلف عليها خصخصة ٥٪؜ من شركة أرامكو، التي عرضت في بورصة نيويورك مؤخراً، وتشجيع الاستثمار من خلال سن قوانين تهيئ الأجواء الاستثمارية، بتحقيق الأمن الاقتصادي وحماية حقوق المستثمرين وتقديم التسهيلات الجاذبة لهم، وهذا بالطبع لا يتفق مع مؤشرات الواقع الذي تعربد فيه إجراءات أمنية اقتصادية سعودية عير موائمة وتطلعات رؤية بن سلمان، والتي اتخذت تحت عنوان مكافحة الفساد القائمة على ابتزاز كبار رجال الأعمال، لتعويض التدهور الذي أصاب الصندوق السيادي نتيجة سياسات بن سلمان الخاطئة والمتهورة، ما حول السعودية إلى بيئة طاردة للاستثمار.

وكانت آخر هذه الإجراءات المتعسفة، المحاولة الفاشلة لابتزاز  الملياردير  الفلسطيني ورجل الأعمال العالمي صبيح المصري ، حيث تم اعتقاله أثناء هبوط طائرته على مطار الرياض الدولي دون سابق إنذار، لكن نصاعة ملفه الاستثماري، وتدخل رجل الاقتصاد باسم عِوَض الله  المقرب من بن سلمان  (أردني من أصول فلسطينية) ساهما في فك أسره، وقد لا  يتوقف الأمر عند هذا الإجراء، فهناك احتمالات تصعيدية بحقه ما دام المصري موجود داخل السعودية، ويذكر ان الدكتور باسم عوض الله، الوزير ورئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، والمقرب من الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولين آخرين في المملكة العربية السعودية، يشغل منصب نائب السيد المصري في مجلس إدارة البنك العربي، الأمر الذي مكنه من إخراج شريكه في إدارة البنك العربي من موقفه العصيب.

وفي ذات السياق كان صبيح المصري قد تلقى عدة تحديرات من مقربين له، من مغبة عودته إلى الرياض حيث توجد معظم استثماراته، إلا أنه أصر على العودة لاعتبارات موضوعة تتعلق بشفافية بياناته وأصولها الاستثمارية ودعمه المتميز والسخي للمجتمع السعودي المحلي كما صرح أحد مساعديه لجريدة (رأي اليوم) ، حيث لم يتورط في أي عملية فساد، وأمواله كلها مستثمرة داخل المملكة” فقد قام بتأسيس إحدى الجامعات، ومستشفى، ومعمل بتروكيماويات، وآخر للحديد والصلب، الى جانب مزرعة هي الاضخم قرب مدينة تبوك، شمال شرق المملكة تزود السعودية بنسبة كبيرة من احتياجاتها من الخضروات والفواكهة.

والسيد المصري معروف بمساهاته في المؤسسات الخيرية، سواء في المملكة العربية السعودية، أو الضفة الغربية او الأردن، او دول عربية.

ولكن مجرد اعتقاله ستضع السعودية في قائمة الدول المنفرة للرؤوس الأموال التي يحتاجها بن سلمان لدعم رؤيته (٢٠- ٣٠) التي يبدو بأنها ولدت متعثرة وعرجاء.

(2) "القمة الإسلامية جعجعة بلا طحن"

كنّا ننتظر انعقاد  قمة إسلامية طارئة دعت إليها تركيا في إستانبول لبحث قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بـالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، في وقت كان ينتظر فيه الفلسطينيون ردا يقنع واشنطن بالعدول عن قرارها.

وتوقعنا أن يتمخض الأسد فيولد شبلاً متعافياً  فينتشر زئيره في ضمائرنا المتعبة، لا فأراً ممعوط الذيل كما عهدناه في القمم العربية المتعاقبة على الخيبات..

لا أريد في سياق الخبر أن اتطرق لتفاصيل الحضور والغياب للمؤتمر؛ لأن الشيطان يكمن دائماً فيها.. ولكن الملاحظ هو حضور الرئيس السوداني عمر البشير افتتاحية المؤتمر، فهل ستطول محكمة الجنايات الدولية في مطالبها نركيا في ظل تعدد المكاييل! أسوة بما جرى مع الأردن الذي رفض تسليمه إبان انعقاد القمة العربية الماضية في منطقة البحر الميت.

في المحصلة القمة الأسلامية في إستانبول نقشت قرارها على الرمال، معتبرة القدس الشرقية عاصمة فلسطين فقط! وهذا غير كافي، لافتقاره إلى برنامج تصعيدي حقيقي، لقد أسمعونا بعد مخاض الأسد صوت زئير دون أن نرى شبلاً يتمطى ملتقماً ضرع أمه، فبدت الكلمات في سياق المؤتمر كأنها جعجعة بلا طحن، ورياح تدوي دون مطر!! عجبي

 

بقلم بكر السباتين

 

 

في المثقف اليوم