أقلام حرة

الفيتو الأمريكي

shaker faredhasan2ليس جديداً أو مفاجئاً استخدام امريكا لحق الفيتو الذي يخولها الوقوف ضد اتخاذ القرارات الدولية، وبالأمس استخدمت هذا الحق في مجلس الأمن ضد مشروع قرار بشأن اعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية اليها .

وبلا شك أن ذلك يثبت نوايا الولايات المتحدة التآمرية، وانحيازها بالكامل للاحتلال والعدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ويعتبر استهتاراً بالمجتمع الدولي، واستفزازاً للعالم بأسره، الذي رفض " وعد ترامب " .

لقد صدق المندوب الروسي في جلسة مجلس الأمن، الذي قال : " أن كل الخطوات الأحادية تصعد حدة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي " واعلن عن استعداد روسيا لعب دور الوسيط النزيه العادل في تسوية الصراع بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، على أساس انشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية .

ومن المثير للاستهجان والاستغراب أنه في هذا الوقت بالذات، الذي أعلن فيه الرئيس الامريكي قراره بخصوص القدس، ويحتفل فيه الكيان الصهيوني وزعيمه بنيامين نتنياهو بالقرار الامريكي المجحف الأرعن والغبي اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل يخرج عدد من المسؤولين في الأقطار العربية بتصريحات عن التطبيع مع اسرائيل .

لا نطلب من الدول فتح جبهات حرب وقتال ضد الاحتلال الاسرائيلي، وانما اجراءات عقوبية ضد اسرائيل وامريكا، بدلاً من التطبيع والسعي لاقامة العلاقات معها، والعمل على دعم  قضية الشعب الفلسطيني، والدفاع عن القدس العربية، وهي أهم قضية في الوقت الحاضر، وأقل شيء هو طرد السفراء من بلادهم واغلاق السفارات، لارغام امريكا واسرائيل الانصياع للقرارات والمواثيق الدولية، ووقف الجرائم المتواصلة منذ سبعة عقود دون توقف ضد جماهير الشعب الفلسطيني .

اننا ندرك جيداً خطوة امريكا الاستفزازية في مجلس الأمن، التي بلا ريب ستزيد عزلتها دولياً .

لا يكفي ادانة القرار الامريكي والعربدة الامريكية واستنكار الفيتو، فلا مناص من اجراءات وخطوات عملية وواقعية لاجبار امريكا التراجع عن " وعد ترامب "، ووقف خروقاتها هي واسرائيل للقانون الدولي، وادارة ظهرها للمجتمع الدولي والانساني .

 

بقلم : شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم