أقلام حرة

قراءة باردة في أحداث ساخنة

fatimaalzahraa bolaaras2بداية كان من الممكن أن أستعمل عنوانا آخر معروفا ومتداولا مثل: قراءة هادئة مثلا لكني فضلت أن أتلاعب بالمعاني والألفاظ كي يفهم القارئ كيف تتلاعب بنا الأحداث المفتعلة التي لا تنسينا مشاكلنا الحقيقية لكنها تبرز هشاشتنا وضعفنا وتسهل المهمة لمن يريد افتراسنا لا أقصد بالاقتراس استعمار ا جديدا (لأننا مازلنا لم تتخلص من القديم) لكن أقصد الثالوت الرهيب الذي يفعل فعله في أبنائنا الجهل والفقر والمرض وهو ثالوت خطير تعمل الأمم جميعها على محاربته قبل أي شيء آخر.

في شهر واحد انشغل الجزائريون بأحداث اعتبروها ساخنة وسالت لها أقلامهم وامتلأت جدرانهم الفايسبوكية وسبوراتهم المغردة وكل منابرهم المجهزة بوسائل الصراخ والعويل رغم أنها كلها أحداث تافهة و( باردة) ولايجب أن نوليها أي اهتمام الحوت الأزرق والجهل الأسود خاض الجميع في الموضوع وناقشوا وحللوا ودرسوا واقيمت ندوات وصدحت أصوات ونشرت تحقيقات حول موضوع مفتعل نعم مجرد تطبيق مارسه أطفال أخطأوا في كيفية ذلك فإذا بالقيامة تقوم والوطن يعوم في كذبة اسمها الحوت الأزرق ورغم الشهود والتحقيقات إلا أن الخبر. بحمل بذور الكذب والتفنيد في كلماته فليس من المعقول أن يطبق طفل مثل هذه اللعبة التي تتطلب كثيرا من السلوكيات الغريبة دون أن يلحظ والداه ذلك اللهم إلا إذا كان يتيما أو متشردا وهنا يصبح الموضوع إجتماعيا وهو التشرد وكفالة اليتيم وليس الحوت الأزرق أما الموضوع الثاني فكان أكثر من مفتعل وهو: تعميم اللغة الأمازيغية التي لها مجلس أعلى وهي تدرس اختياريا في كل أنحاء الوطن وعندما ترفض بعض الجهات تدريسها لأبنائها فهذا من حقهم حتى لو كانوا مخطئين فما أكثر الأخطاء التي ترتكبها في حق أبنائنا من حيث نظن أنها عين الصواب وهكذا نفعل مع الوطن ونرتكب أخطاء تكون قاتلة أحيانا كما فعلنا في التسعينات بسبب جهل البعض منا وإهمال البعض الٱخر أما الحدث الأبرز والأتفه فهو تحطيم تمثال حجري في عين الفوارة وهو حدث كان من الممكن ألا يلتفت إليه أحد لولا (الابزيم) والفن والفذلكة الإعلامية ولاحسوا الأقلام وحديثو النعمة في الاعلام الذين ( نظروا) وحللوا بطريقة الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله حين قال ذات جهل أن أمريكا (ستأكل أسنانها في صحراء العراق) فإذا بها تأكل رؤوس العراقيين وتساهم في قطف الرؤوس التي أينعت وسهل قطافها في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وفلسطين وكل أوطاننا التي نخرها سوس الثالوت المقدس الجهل والفقر والمرض نعم حدث معزول  وفاعل مجنون(حقيقة أو مجازا) أخرج السيوف من أغمادها والأحقاد من أغوارها وفسح المجال للتنابز بالألقاب والغمز واللمز والمعايرة من أقلام كنا نظنها (واعية) فإذا بنا نكتشف أنها (لاهية) وكنا نتصور فيها التنوير فإذا بها مجرد (تكعوير)* لايمت بصلة لا للتحضىر الذي يدعي هؤلاء ولا الالتزام الذي يدعي هؤلاء وأنا أقول لهؤلاء وهؤلاء (على رأي عمي عبد العزيز) زمن الخطب العصماء التي لا ينكر بلاغتها أحد أقول لهم صادقة دعونا من المشاكل المفتعلة في الفضاءات الافتراضية ولنلتفت لإتقان أعمالنا والخشوع في صلاتنا والتأثير فيمن حولنا  ولو بأضعف الإيمان الكلمة الطيبة وما عدا ذلك فنحن لا نختلف عن القرش وليس الحوت الأزرق ولا عن المطرقة في يد من يهدم ولا عن المحتل الغاشم  الذي دس سم لغته في عسل الأمازيغية والعربية على حد سواء لنحارب الثالوت المخيف معا بدون(فهامة زائدة) الجهل والفقر والمرض وماعدا هذا فكل الأحداث مجرد بالونات ملونة لاتلبث أن تسقط بهشاشة على أرض واقع مرير وأكثر هشاشة  مع الأسف

 

فاطمة الزهراء بولعراس - الجزائر  

..................

* كلمة عامية تعني العمل كيفما اتفق

 

 

في المثقف اليوم