أقلام حرة

العبادي: الماسك والممسوك...

hasanhatam almathekor1- يمسكنا من الوسط، لا لأنه يريد بل هكذا صمم  للحفاظ على قوانين اللعبة حتى اكمال دورته الثانية ثم يُرمى كسابقيه، لكنه يواجه قوى الأعاقة متمثلة برئيس الجمهورية ونوابه ـــ وهم رؤساء كتل ـــ متمرسون في اللعب على الحبال، وكأي اسلامي لا تسمح له اسلاموية حزبه ان يتجاوز الخطوط  الحمراء لمعاداة الهوية الوطنية، العراق لا قرار له في ما يكون عليه، على شمال ارضه وغربها أكثر من خمسة عشر الف جندي امريكي وسيادة مطلقة على اجوائه واكثر من اربعين قاعدة عسكرية، اثنا عشر منها لتركيا، شماله لا زال منفصلاً بكامل قواته وثرواته واوكاره الأستخباراتية متعددة الجنسيات، وهناك طابور خامس من السياسيين والمثقفين والأعلاميين والعسكريين واجهزة امنية مخترقة حتى عظمها، تنتظر ساعة صفرها من دولة السفارة في خضراء كرخ بغداد.

2 -العبادي يمسكنا من الوسط، رفع العلم العراقي في كركوك وترك ارضها رخوة للأختراقات الأمنية، واسترجع نصف المتنازع عليها وترك نصفها لبرزانيي الشمال، واسترجع نصف الثروات النفطية وترك نصفها رواتب لعائلة مسعود وحزب عشيرتها، اوقف حركة الطيران في اربيل والسليمانية وترك المنافذ الحدودية يتقاسم وارداتها الحزبين الرئسيين، كل ما فعله، ضاعف معاناة الشعب الكردي وحافظ على كامل امتيازات حكومته غير الشرعية، كأي واحد من صقور الأسلامويين لا امل في ان ينزلق ولو صدفة الى رحاب الوطنية العراقية.

3 - في الوقت الذي يمسك فيه العراق من وسطه هناك من يمسك به من وسطه ايضاً، واذ يلعب اوراقاً نصف رابحة، هناك من يلعبه خسارة كامله، يحارب الفساد بأدواته وكمن سبقه يشتري مقعد السلطة بتنازلات وطنية فادحة، انه آخر نقطة لأخر سطر من رصيد احزاب الأسلام السياسي، وعلى العراقيين ان يحذروا، المجزرة، فهناك تحت بساط المذاهب تقبع مليشيات دموية، فالأرهاب الأسلامي ومهما تعددت اسمائه، كالقاعدة والدواعش والنصرة وغيرها تشكل روح الأسلام السياسي وادوات فتكه. العبادي ممسوكاً من طرفيه بين قبضة غول النظام البغيض لقوى المحاصصة وبين الرفض الشبابي الشجاع في الشارع العراقي، المخرج يتطلب منه شجاعة استثنائية، فأما ان يتمرد تنظيمياً على الأيديولوجيات الفاسدة لأحزاب الأسلام السياسي كاملة وينحاز للوطنية العراقية، واما سيخسر نفسه وينحدر الى هاوية الأفلاس السياسي والأجتماعي كما سقط جميع الذين سبقوه.  

4- انه امام تحد جدي يتمثل في التطور النوعي للحراك الشبابي الوطني الذي عبرت عنه ظاهرة الألحاد بمن ألَهو انفسهم بالقاب الله وسخروا اسمه لأغراض دنيوية، تحاول بعض المراجع دفن الحقائق تحت غبار الأفتراءات، العراقيون يحترمون أديان ومذاهب وعقائد وافكار اهلهم شرط الصدق في الأيمان وتجنب الغاء الآخر او التدخل في شؤون الدولة المدنية واعاقة الحريات المجتمعية وتحترم حدود وظيفتها السماوية بعيداً عن حياة الناس، نؤكد للمرة الألف، ان ما يحدث في الشارع العراقي ليس الحاداً، انه حراك مجتمعي شبابي كآخر ما تبقى لهم من نفس الوطنية العراقية، انه الصوت الفاضل، لملايين الضحايا ويجب احترامه.

 

حسن حاتم المذكور

 

 

في المثقف اليوم