أقلام حرة

سعد الدين إبراهيم يتعرض للضرب في جامعة تل أبيب

bakir sabatinالخيانة موقف وليست وجهة نظر يتجمع حولها الأنصار.. ولا تقوم على مبادئ فكرية بقدر ما تخضع للمعايير الأخلاقية التي تدرجها في قائمة الخيانة، فأن تحاضر في جامعة كيان صهيوني يغتصب أرضاً عربية تتمثل بفلسطين، لا يعدو الأمر بالنسبة لرجل في مكانة سعد الدين إبراهيم موقفاً اعتيادياً كون الأخير من أكبر الفاعلين في المشهد الثقافي والأكاديمي العربي نظراً لعدد المؤسسات التي قام بتأسيسها أو يرأسها، على الأقل كان بوسعه التأسي بالأكادييميين في أوروبا وخاصة بريطانيا الذين رفضوا تلبية دعوات كانت قد وجهتها إليهم الجامعات الإسرائيلية؛ بل تجاوز الأمر ذلك باتجاه رفض استقبال محاضرين من الكيان الإسرائيلي في الجامعات الأوربية في إطار المقاطعة الشعبية الأوربية للكيان الصهيوني احتجاجاً على تنكيله بالفلسطينيين واحتلال أرضهم بدون وجه حق، ويأتي موقفهم طبعاً خلافاً لسياسات دولهم المؤيدة للمحتل ما يؤكد بأن مواقف أولئك الأكاديميين نابعة من ضمائرهم وذات بعد أخلاقي وإنساني يسجل لهم، وهذا ما فعل نقيضه المطبع الأكاديمي سعد الدين إبراهيم والمحسوب مصرياً على الأجندة الأمريكية في بعديها الثقافي والاجتماعي التفاعلي من باب حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية التي يزعم بأنه حامل لوائها.

والدكتور سعد الدين إبراهيم غني عن التعريف، فهو عضو لأكثر من مؤسسة من مؤسسات حقوق الإنسان، كالمؤسسة العربية للديمقراطية، والمشروع للديمقراطية في الشرق الأوسط، ويُعتبر سعد الدين أحد مؤسسي الحركة المصرية الحديثة للمجتمع المدني.لكن الشبهات ما زالت تحوم من حوله وتتهمه بالعمالة للمخابرات الأمريكية.. حيث كان يتلقى الدعم من جهات أمريكية مجهولة بسخاء من أجل تغطية الكثير من النشاطات ذات العناوين الاجتماعية الثورية؛ فمنذ بداية الألفية الثانية خلال حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك دخل في صدام مع النظام، واعتُقل بتهم تلقي أموال من الخارج، ثم حُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة "الإساءة لصورة مصر" و"الحصول على أموال من جهات أجنبية دون إذن حكومي"، ولكن سريعًا ما دعت منظمة العفو الدولية - آمنستي إنترناشونال - الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه.ولكن أجهزة أمن الدولة المضرية أخضعت نشاطاته لمراقبة حثيثة، ثم أوقعت به في أغسطس 2000 حيث وجهت النيابة المصرية لسعد الدين إبراهيم تهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، ووصل عقوبة الاتهام إلى الحكم بالسجن لمدة 25 عامًا مع الأعمال الشاقة، ولكن تم تبرأته من قبل محكمة النقض من كل ما نسب إليه من تهم.

إلا أن أوراقه باتت مكشوفة أكثر وبجلاء وخاصة بعد زيارته الأخيرة لجامعة تل أبيب في إطار المشاركة في مؤتمر يتعلق بمصر، حيث ألفى فيها محاضرة عن المجتمع المصري، وكادت الأمور تمضي بهدوء لولا قيام طالبين فلسطينيين بمهاجمته ومحاولة الاعتداء عليه بالضرب داخل القاعة التي التهبت بالحناجر وهي تطلق الشتائم وعبارات التخوين من أرجاء القاعة ضد المحاضر الذي نعته الفلسطينيون بالمطبع الخائن.

من جهة أخرى أدان الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في رام الله هذه الزيارة في بيان رسمي صدر بتاريخ 3 يناير 2018. واعتبرتها خطوة تطبيعية ضد الحق الفلسطيني المنتهك.

 

بقلم بكر السباتين..

 

 

في المثقف اليوم