أقلام حرة

بلقيس تخلع خاتم سليمان و ترامب لم يخلع أردوغان بعد!

yasin alrazuk• كنت راكباً طيارة السوخوي الروسية فاختلط علي الجو بكابوس أميركي ركبته بطيارة إف 35 لا لأضرب عمق ترامب المولع بالجنون مذ كان طفلاً يشرب بول البعير مكان الحليب وفي طريقي إلى الماضي وجدت ثلاثة اعتبارات للتحليل السياسي:

• أول هذه الاعتبارات أنّ الإدارة الأميركية على جبروتها وعلى دقة تحاليلها وعلى جنون رؤسائها لن تقدر على الخروج من أزمة التعالي الذي لم تصب به لأنّها تملك مقدرات العالم المغيّب عن موارده في الحاضر كما يغيّب أو غُيّب عن ثرواته في الماضي بل لأنّ العالم أصيب بفقدان ذاكرة غير مؤقت ربما يستفيق منه بتتالي الضربات الموجعة التي باتت تقول إما الوجود وإما اللا وجود ولربما لن يصحو منه بل سيقرأ ما حوله بشكل متأنٍ ليميز بين حليب الأمهات وبين بول البعير وخاصة من ماركة الخليج العربي الفارسي الذي سيفني أميركا بمعنى سيزيحها عن إدارة العالم كما تشاء وكما يحلو لها وخاصة أن الدب الروسي بات في قلب جرار العسل والمكاسب السياسية بعد حرب ضروس ولن يتركها تتلاشى في أفواه القائمين على العالم من الجنسيات الأميركية في بيت التطويع الصهيوني تحت أنقاض الهيكل الذي هُدَّ قبل أن يكتشف بالمزاعم والترهات التي لن تبقي الأحمق الباحث عن سلطنة كرتونية رملية من سراب صامداً في وجه سياسيين مصفحين بالقرار وبالعزم وبالحسابات الاستراتيجية طويلة المدى وواقعية التصورات مهما خادع العالم بحسن الرؤى والتصورات ورفع الليرة التركية التي ما رفعها من تلقاء جيبه بل من أفكار فريق محاط بكل الوسائل التي تتيح التغيير الإيجابي الذي سيقلبه نقمة عليه وعلى شعبه سلباً لا محالة هذا الصعلوك الأحمق المأفون المدعو أردوغان لص آسيا وقوّاد أوروبا الباحث في إدلب عن جزرة من بوتين غير دارٍ أن أنياب الأسد مهما ظلت ترحم الفرائس لن ترحم الأعداء مهما طال الزمن بمدادهم من خونة الداخل والخارج.....

• ثاني هذه الاعتبارات أن مصر لن تبقى أم الدنيا لأن الدنيا التي خلقها الفراعنة باتت تخلق أكوان الفزع بما يتماهى مع المقولة القائلة شعبياً "قالوا يا فرعون مين فرعنك قلن ما لقيت حدا يصدني !!" وهذا ما سيعطي بلاد الشام وبعدها اليمن بعدها السياسي والاقتصادي لا لأن النبي محمد قال كما يقال اللهم بارك في شامنا ويمننا ولا لأن طريق الحرير مر في سوريا بأهم محطاته العالمية بل لأن الأسد عرف أين تكمن قوة الدنيا لا كما حملها علي في صرة الإسلام بل كما أمسك خيوط صرتها ومنعها من التمزق رغم الشد من كل الاتجاهات التي لا تحصى بما يتمتع به من هدوء ومن عبقرية سياسية سواء أحببناه أم كرهناه

• ثالث هذه الاعتبارات أن المرأة لم تعد رقماً ثانوياً في أسطورة الإسلام الذي لا يقهر حيث أنه سيقهر قهراً كبيرا لا لأنه إسلام أو نقيضه بل لأن معتنقيه ما زالوا رعاعاً غير قادرين على التمييز بين "ظهر الفساد في البر والبحر" وبين "إن الملوك إذا دخلوا إلى قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون " ولن نقول بعد الآن ليت بلقيس في مصحف القرآن لم تخرج من إصبع سليمان وبقيت خاتمه المطيع بل سنطوع ببلقيس نفسها عالماً من الآيات التي لن نردها على أعقابها بقدر ما سنجعل طريقها عقلانياً بالنسوة قبل الرجال وبالأنوثة قبل الذكورة المفرطة التي لم يعد لها طعم ولا لون في عالم سقط قطبه الذكوري إلا في منطقتنا التي ما زالت تحارب الأنوثة وتدعي أنها تحارب الخرافة ولكنها تدرب أطفالها وتربيهم على أسطورة "ألِس في بلاد العجائب" وعلى جمالية "فلة مع الأقزام السبعة" عندما تصحو على قبلة الأمير بعد موت مرير فهل بعد هذا من كلام يا كل الأنام !!

 

بقلم: ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة 

 

 

في المثقف اليوم