أقلام حرة

صورة كونفوشيوسية عن الزاهدين

akeel alabodالإهداء:  للكتل والزعامات التي فرضت، وتفرض نفسها في كل مرحلة لحكم العراق

ذات يوم قرأت قصة لقائد عظيم، والقصة تدور أحداثها في مكان ما من هذا العالم، والملخص يقول ان هذا القائد كان يسكن في بيت بسيط، ويرفض مطلقا ان يعيش حياة مترفة، كان يقول لشعبه، ان الحاكم لكي يكون كذلك، عليه ان يكون زاهدا حكيما، كونهما اي الزهد والحكمة، من المسائل التي لا يمكن الاستغناء عنهما لقيادة اي شعب، فبهما، تتهافت لغة التسلط، ويصبح ديدن الحاكم التفكير بحياة شعبه، وانصاف مصالح الناس عامة في باب الاقتصاد، والحياة، والمجتمع.

أما الزهد فهو مفيد لمخالفة ومعاكسة الذات، التي تميل في طبعها الى التملك، والشهوة، والبحث عن الشهرة، والتسلط.

وهذا معناه ان الشعب سوف ينهض بفقرائه واغنيائه وبالتدريج للتحلي باخلاق هذا الامام، وطبعا الاعلام سيكون مكرسا لبناء نفوس تصبو الى الارتقاء بالحياة بعيدا التمزق والتدهور، الذي سببه شهوة حب المال، والسلطة، والرياء.

بينما الحكمة تساعد على تشريع القوانين التي بها يصبح الانسان قريبا الى الحق، وهذا القرب يصبح حقيقيا من خلال ممارسة الفضيلة، وقيادة النفس، والعقل باتجاه المعرفة والثقافة المتماسكة مع الدين، والمدارس والجامعات والمنابر، ستكون حتما بيئية خصبة لذلك.

وبعكسه فان حب المال والثروات وانتفاء اهلية القائد لبلوغ مرتبة الحكمة، سيؤدي الى ارتباك في مسيرة الحياة السياسية، والاقتصادية وهذه تدفع ضريبتها الشعوب، والشعب العراقي واحد من هذه الشعوب.

والصورة الكونفوشيوسية لبناء دولة صحيحة، انه يجب ان يكون هنالك قائدا، اقصد حكيما روحيا واحدا لهذه الدولة، والرئاسة بوزرائها ونوابها كلهم تحت قيادة هذا الزعيم الروحي، واوامرها الدينية والتشريعية، يتم استلهامها من هذا الحكيم.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم