أقلام حرة

أمثال سومرية مترجمة عن الروسية

diaa nafie2الى روح استاذنا العالم العراقي الكبير المرحوم طه باقر، الذي عرّفني به في قسم الآثار بكلية الآداب في جامعة بغداد في سبعينات القرن الماضي  صديقي المرحوم الاستاذ الدكتور وليد الجادر، والذي كان وليد يسميه وهو يبتسم – عمو طه.

ض.ن.

...............

الترجمة الحرفية – اذا كنت حذرا – ربك معك.

التعليق  - أليس ذلك المثل السومري هو أصل مثلنا المشهور -   العبد في التفكير والرب في التدبير،  ومثلنا الآخر، الذي يقول – يساعد الله الذين يساعدون أنفسهم ؟ وجدت ترجمة عربية (دون ذكر عن اي لغة ترجمت) لهذا المثل وكما يأتي – شد حزامك يكون آلهك معك، وهي ترجمة جميلة وذات روحية عراقية تنعكس باستخدام تعبير (شد حزامك). الصيغة الروسية في نفس المعنى طبعا ولكنها اوضح للقارئ العربي.

*****

الترجمة الحرفية - يبدأ الشعور بالواجب عندما يشعر الانسان بالخجل.

التعليق  - مثل رائع وعظيم . لنتذكر الحديث الشريف - اذا لم تستح فاصنع ما شئت .

*****

الترجمة الحرفية – ليس القلب، وانما الكلمة – ام الكراهية.

التعليق – مثل واضح وصحيح جدا . كم توجد لدينا من أمثال مشتقة من المفهوم العام لهذا المثل السومري، منها -  ربّ كلمة جلبت نقمة // ربّ كلمة سلبت نعمة // اللسان عدو الانسان... توجد ترجمة اخرى لهذا المثل (دون ذكر عن اي لغة ترجمت) وهي – (القلب لا يؤدي الى العداوة، انما اللسان يؤدي الى العداوة)، وهي في نفس المعنى العام طبعا، الا ان الصيغة الروسية تورد كلمة (الكراهية) بدلا من (العداوة)، وهي مسألة تستحق التأمل والتدقيق .

*****

الترجمة الحرفية – القلب لم يلد الكراهية، الكلمة ولدتها.

التعليق – صيغة اخرى وتأكيد آخر للمثل السابق  – (ليس القلب، وانما الكلمة – ام الكراهية).

*****

الترحمة الحرفية – القويّ والفخور لا يتعايشان معا.

التعليق –  يقول مثلنا باللهجة العراقية - حصانين على مربط واحد  ما تنربط، ويقول المثل العربي - سيفان في غمد واحد لا يجتمعان، ويقول المثل الروسي – دبّان لا يعيشان في مأوى واحد، وهناك امثال في نفس هذا المعنى عند شعوب اخرى، وكل هذه الامثال تذّكر بهذا المثل السومري، وهو الاصل طبعا.

*****

الترجمة الحرفية – البئر لم يجف، والعطش يمكن تحمّله.

التعليق – الصورة الفنية بسيطة في هذا المثل السومري وبنفس الوقت في غاية الجمال والشاعرية . ان هذا المثل يزرع الثقة في النفس، ويدعو الى الصبر والصمود والامل،  و– (لولا الامل لبطل العمل). 

*****

الترجمة الحرفية – لا تعمل شرّا – لن تكون في خوف دائم.

التعليق – مثل  اخلاقي وفلسفي عميق نجده  بصيغ متنوعة عند مختلف الشعوب، اذ ان لكل فعل رد فعل، ولنتذكر الامثال العربية في هذا الشأن، ومنها – قابل الصنيع بمثله // رد الصاع صاعين // رد الكيد الى نحره // رد الاساءة بمثلها، ويقول المثل الروسي في نفس المعنى – يدفع بنفس قطعة النقد ... والاصل طبعا من هذا المثل السومري، الذي يؤكد على المستوى الثقافي والفكري والاجتماعي الرفيع لتلك الحضارة. توجد ترجمة اخرى (دون ذكر عن اي لغة ترجمت) تقول – (لا تفعل شرا فلن يمتلكك عندئذ حزن وألم)، والفرق واضح بين (الخوف الدائم) وبين (الحزن والالم)، ونظن، ان الصيغة الروسية للمثل أكثر دقّة  ومنطقية،  اذ ان الذي يعمل الشر للآخرين يخاف من ردود فعلهم تجاهه.

*****

الترجمة الحرفية – بكى الذئب وقال للرب شاكيا – كم أنا وحيد.

التعليق – مثل رمزي جميل وساخر . لنتذكر المثل الطريف بمختلف اللهجات العربية، وهو باللهجة العراقية -  ضربني  وبجه وغلبني واشتكه (ضربني وبكى وغلبني واشتكى).

*****

الترجمة الحرفية – الذي يأكل أكثر مما يجب لا يقدر ان ينام.

التعليق – المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.

*****

الترجمة الحرفية – بال الثعلب في البحر وقال – أنا عملت البحر كله.

التعليق – مثل مرح جدا وطريف جدا وعميق جدا يرسم صورة كاريكاتيرية وواقعية في نفس الوقت عن (الانا) المتضخمة لدى الكثير من البشر حولنا، ويبين حقيقة غرورهم وتبجحهم الفارغ.  وكم ينطبق هذا المثل على الكثيرين من حولنا . توجد ترجمة اخرى لهذا المثل (دون ذكر عن اي لغة ترجمت) وكالآتي – الثعلب الذي يبول في البحر يقول ان البحر من بولي.  ونترك للقارئ حق اختيار الترجمة الافضل.

*****

الترجمة الحرفية – ثوري سيجلب لك الحليب.

التعليق – مثل ساخر جدا، ويذكرنا بامثالنا العراقية الطريفة التي تستخدم نفس الصور الفنية تلك، مثل -  من يبيض الديج (الديج – الديك)// او //  نكول ثور يكول احلبوه (نكول – نقول // يكول – يقول)...

*****

الترجمة الحرفية – لا يستحق ان تختار واحدا من بين الشّرين .

التعليق –  من الافضل الا نختار (أهون الشّرين) فعلا كما يقول هذا المثل السومري، لأن – (كلا الاخوين ضرّاط) رغم ان – (شهاب الدين أضرط من أخيه)، فهل يجب علينا ان نختار بينهما ؟ المثل السومري على حق، فهو يحلّ المسألة بشكل جذري.

*****

أ.د. ضياء نافع

 

 

في المثقف اليوم