أقلام حرة

صباح الخير يا وطني

fatimaalzahraa bolaaras2المتأمل في المشهد ( الوطني) إن صح هذا التعبير سيجد ركاما متهاويا من الفسخ والنسخ والرداءة التي تزري بتاريخه المشرف ولا يختلف اثنان على أن الوطن ليس على ما يرام  . وما من جزائري إلا وتجده يتأسف على ما آلت إليه حالنا على جميع الأصعدة

الوطن الجميل الكبير يضيق بمشاكل (مفتعلة) سببها أناس جهلة اشتغلوا ببطونهم وماتحتها .جهلهم كان مركبا وعصيا على الاختراق لأنه كان فوضويا ومتروكا للصدفة فهل هي لعنة الشهداء أصابت الغاصبين الجدد الذين لم يغتصبوا الثروات فحسب بل اغتصبوا الحلم وهذا أخطر ما في الأمر،.اغتصبوه لأنهم لم يحلموا يوما بأن يكونوا حيث كانوا وهم يعلمون أنهم لا يستحقون لذلك تجدهم يتمسكون بأسنانهم قبل أيديهم على كراسيهم المزروعة بالشوك والملغومة باللعنات

حقا بعد أزمة التسعينات لم يعد يفاجئني شيء مهما كانت خطورته لأن اقتتال الإخوة كان ضاريا والأخوة نفسها غرقت في الدماء

قد نجد لأنفسنا كثير من المشاجب التي نعلق عليها أخطاءنا القاتلة ولكن الأفضل لنا بدل ذلك أن نفكر معا في منفذ ندخل منه يقودنا إلى الحل

وعندما نفكر بصدق وعمق نجد أن أغلبنا أفرغ من نية الحب وأصبح منكمشا على أناه يفكر كيف يلتوي كما التووا كيف ينهب كما نهبوا.كيف يخون كما خانوا ولايفكر كيف يصلح ما أفسدوا

إنهيار الأوطان لايتسبب فيه المسؤولون وحدهم مهما كانوا فاسدين وإنما يتسبب فيه الجهل والخيانة والأنانية والمصالح الضيقة

ليس شرطا أن نكون جميعا صالحين وإن كنا نأمل ذلك ولكن لكي تصلح الأوضاع لابد من رجال رشيدين ونساء رشيدات يدرأون الخطر المحدق من كل جانب خطر النفوس المريضة والأعداء المتربصة والغفلة المهلكة

نحن مرضى بالشهوات والأنانية فتحنا الباب للأعداء على مصراعيه وغفلنا ليس عن الآخرة بل عن الدنيا.

نتكلم من أجل الكلام ندعي الفهم الذي قادنا إلى التردي والهلاك  نعطل النجاح بأنانيتنا الفجة ولا نفكر في الوطن إلا حين تدركنا سأمة فنبكي أو نتحسر ونأسف ثم نعود إلى غفلتنا

لا ينفع الكلام فقدأصبح الضجيج يملأ الوطن بصخبه المزعج

قنوات أغلبها يروج للفساد

جرائد صفراء وأكاذيب بلهاء

أخبار للتسويف

فماالعمل أيها الصادقون الذين لازالوا يحلمون بوطن لايظلم فيه أحد

في رأيي وبما أننا لا نستطيع أن نجعل الشمس تشرق من الغرب فإنه تحتم علينا ألا نحجبها بغربال فلم تعد تصلح هذه الحال لا في واقع ولا في خيال

أحسن مانفعله من أجل وطننا أن نحيا من أجله لا أن نموت

نعم ننهض ونغني للحياة نبتسم للنور

نرتب بيوتنا ننظفها وننفض غبار الكسل من زواياها

نصلي بخشوع وندعو لأنفسنا ولغيرنا

ننظر بحب لجيراننا فهم من يجعلون لحياتنا معنى

نهتم بأطفالنا ونربيهم على المحبة

نتواصل مع أقاربنا ولا نحاكمهم في محاكم الغيبة والنميمة

نهتم بأنفسنا وأنفسنا وأنفسنا فلو فعلنا ذلك ما بقي لنا شيء من وقت يأخذه الآخرون دون تعب منهم

نحن مجبولون من طين الوقت لا من طين المال ولذلك لندع  الأموال تحترق في صدور عاشقيها دخانا أسود يسقمهم ونتمسك بالنور الذي يضيء قلوبنا وعقولنا

لا أحد يطلب منا أن نكون ملائكة ولانحن نستطيع ذلك ولكن الوطن يطلب منا ألا نكون شياطين خرساء وأن نقاوم مشاعر السوء بما نستطيع ولا تزيد وطننا ألما

نحن بخير متى أردنا ذلك والذي اغتصب الحلم لايستطيع أن يحبس النور

لنقم لواجبنا بعيدا عن الحسابات وسوء الظن

حب الوطن يبدأ من هنا عندما نميط الأذى من أمام بيوتنا ليس إلا

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم